responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المرقبه العليا فيمن يستحق القضاء والفتيا تاريخ قضاه الاندلس المؤلف : النباهي    الجزء : 1  صفحة : 105
وهبك الله وأياي من نعْمَة السوابغ الضوافي {وأوردك من نسمَة الْعَذَاب الصوافي} وَلَا زلت بَصيرًا بمكايد النَّاس، خَبِيرا بِظَاء خدعهم، وَلَو كنت فِي الكناس {فَإِنَّهُم، كَمَا تدريهم، يريشهم الْبَاطِل وَيُرِيهمْ، والعاقل يَعِظهُمْ وَلَا يغريهم. وَمثلك من الإخوان، مِمَّن علم تلون الزَّمَان، وَعرف سير الْعَجم وَالْعرب، وَلم يغب عَنهُ الْفرق بَين السّمع وَالضَّرْب. لَا سِيمَا وَالدُّنْيَا الْآن قد صَارَت مكشوفة، وأخلاق أَهلهَا مفصوحة مَعْرُوفَة، فهناك وَجب أَن يعْذر الْمَرْء أَخَاهُ، وينصر مَا قَصده من وهيه وتوخاه، والولى تكفيه الْإِشَارَة، وَإِن قصرت عَن الْغَرَض الْمَطْلُوب الْعبارَة، وَلَقَد أقسم مَا رفع إِلَى ذَلِك الحضم شَاهدا بِدَعْوَاهُ، وَلَا أَخا ارتدع عَن المسارعة إِلَى مَا قَادَهُ إِلَيْهِ هَوَاهُ. وَبِالْجُمْلَةِ فَإِنَّمَا هُوَ دهر ملامات وشؤوم وَابْتِدَاء عَورَة ولدود خصوم، وَقد رفعت، أَيهَا الْأَخ الْأَمر، إِلَى الَّذِي طَال فِي مثل هَذَا الْعَمَل الْعُمر؛ فَهُوَ سُبْحَانَهُ يقْضى بِالْحَقِّ، ويمضي حكمه على جَمِيع الْخلق، لَا إِلَه إِلَّا هُوَ} وَالسَّلَام. وَأكْثر أَخذه عَن القاضيين أبي الْوَلِيد الْبَاجِيّ، وَأبي الْمطرف الشّعبِيّ. توفّي بعد انْقِطَاعه لِلْعِبَادَةِ، وإيثار الزهادة، وَدفن بِمَسْجِد حكمه، الْمَنْسُوب لَهُ إِلَى هَذَا الْعَهْد، من دَاخل سور مالقة. وَمَشى أَمِير وَطنه فِي جنَازَته على رجله، وَذَلِكَ سنة 542.
ذكر القَاضِي أبي بكر بن الْعَرَبِيّ الْمعَافِرِي
وَمن الْقُضَاة بإشبيلية، مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله بن أَحْمد الْعَرَبِيّ الْمعَافِرِي، المكنى بِأبي بكر، من أَهلهَا. رَحل إِلَى الْمشرق سنة 485، فَدخل الشأم وَلَقي بهَا أَبَا بكر مُحَمَّد بن الْوَلِيد الطرطوشي، وتفقه عِنْده. ورحل إِلَى الْحجاز فِي موسم سنة 489 وَدخل بَغْدَاد مرَّتَيْنِ، وَصَحب أَبَا بكر الشَّاشِي، وَأَبا حَامِد الطوسي الْغَزالِيّ، وَغَيرهمَا من الْعلمَاء والأدباء، وَأخذ عَنْهُم. ثمَّ صدر عَن بَغْدَاد، وَلَقي بِمصْر والإسكندرية جمَاعَة. ثمَّ عَاد إِلَى الأندلس سنة 493. وَكَانَ من أهل التفنن فِي الْعُلُوم، مُتَقَدما فِي المعارف كلهَا، متكلماً فِي أَنْوَاعهَا، حَرِيصًا على نشرها. استقضى بِمَدِينَة إشبيلية؛ فَقَامَ بهَا أجمل قيام.

اسم الکتاب : المرقبه العليا فيمن يستحق القضاء والفتيا تاريخ قضاه الاندلس المؤلف : النباهي    الجزء : 1  صفحة : 105
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست