responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الطبقات السنيه في تراجم الحنفيه المؤلف : الغزي، تقي الدين    الجزء : 1  صفحة : 226
وكان يختلف إلى زفر وأبي يوسف في الفقه، رحمهم الله تعالى.
قال الحسن: وكان أبو يوسف أوسع صدراً إلى التعليم من زفر.
قال علي بن صالح: كنا عند أبي يوسف، فأقبل الحسن بن زياد، فقال أبو يوسف: بادروه واسألوه، وإلا لم تقدروا عليه. فأقبل الحسن بن زياد فقال: السلام عليكم يا أبا يوسف، ما تقول؟ متصلاً بالسلام. قال: فرأيت أبا يوسف يلوي وجهه إلى هذا الجانب مرة وإلى هذا الجانب مرة، من كثرة إدخالات الحسن عليه، ورجوعه من جواب إلى جواب.
وقا السمعاني في حقه: كان عالماً بروايات أبي حنيفة، وكان حسن الخلق.
وقال شمس الأئمة السرخسي: الحسن بن زياد المقدم في السؤال والجواب.
وقال يحيى بن آدم: ما رأيت أفقه من الحسن بن زياد.
ومما روى عنه من دينه وورعه، أنه سئل عن مسألة فأخطأ فيها، فلما ذهب السائل ظهر له الحق، فاكترى منادياً ينادي: إن الحسن بن زياد استفتى فأخطأ في كذا، فمن كان أفتاه الحسن في شيء، فليرجع إليه. فما زال حتى وجد صاحب الفتوى، فأعلمه بالصواب.
وروى عنه محمد بن شجاع، أنه قال، وقد سأله رجل: أكان زفر قياساً؟ ما قولك قياساً!! هذا كلام الجهال، كان عالماً.
فقال الرجل: أكان زفر نظر في الكلام؟ فقال: ما أستخفك، تقول لأصحابنا نظروا في الكلام، وهم بيوت الفقه والعلم، إنما يقول نظر في الكلام من لا عقل له، وهؤلاء كانوا أعلم بالله وبحدوده من أن يتكلموا في الكلام الذي تعني، ما كان همهم غير الفقه.

677 - حسن بن سلامة بن ساعد
أبو علي الفقيه
من أهل منبج، قدم بغداد، واستوطنها إلى حين وفاته.
تقدم ولده أحمد، ويأتي ولده يحيى، وولده علي، ثلاثة إخوة، علماء فضلاء.
تفقه صاحب الترجمة على قاضي القضاة الدامغاني، حتى برع في الفقه، ودرس، وشهد عند قاضي القضاة المذكور، وولي القضاء بنهر عيسى، وسمع الشريف أبا نصر الزينبي، وابا طاهر أحمد بن الحسن الكرجي، وغيرهما.
وروى عنه أبو القاسم ابن عساكر، في " معجم شيوخه "، وتفقه عليه ابنه أحمد المذكور.
وكان إماماً، مُفننا، مُدرساً، له يد باسطه في؛ المتفق، والمختلف، والمفترق.
مات سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة، رحمه الله تعالى.

678 - حسن بن سنان الحسيني
العالم العامل، والبارع الكامل، الشهير بأمير حسن السيواسي، النيكساري المولد.
رحل في طلب العلم، واكتساب الفضائل، وأخذ عن العلامة أبي السعود العمادي مفتى الديار الرومية وعالمها، ولازمة مدة مديدة، واشتغل عليه، وعلى غيره، ومهر وبرع، وتفنن في أكثر العلوم، ثم صار مُلازماً من المولى خير الدين، مؤدب السلطان سليمان بن السلطان سليم خان، تغمدها الله تعالى بالرحمة والرضوان.
ودرس في الديار الرومية بعدة مدارس، ثم ولي قضاء حلب، ثم قضاء مكة المشرفة، وأقام بها قاضياً نحو خمس سنوات، وحمد أهل البلدين سيرته، وشكروا في العدل طريقته، ومدحوه نظماً ونثراً، وبالغوا في الدعاء له سراً وجهراً، وعامل جيران بيت الله معاملة حسنة، وسار فيهم سيرة مشكورة، وسلك فيهم طريقة مرضية، ثم ولي قضاء بروسة، ثم قضاء أدرنة، ثم عزل وعين له في كل يوم تسعون درهماً عُثمانياً، بطريق التقاعد.
وكانت وفاته في مدينة إصطنبول، في شهر ذي الحجة، صبيحة عيد الأضحى، سنة خمس وسبعين وتسعمائة، ودفن خارج باب أدرنة، بالقرب من قبر الأمير البخاري.
كذا أملاني هذه الترجمة أحد أولاد صاحبها.
وكان - كما أخبرتني به ولده الفاضل البارع محمد جلبي الشهير بالسعودي - عالماً عاملاً، له يد طولى في كثير من العلوم، خصوصاً الفقه وأصوله، وكان على طريقة السلف في التواضع والخشوع، وعدم الميل إلى الدنيا، وكان متثبتا في أحكامه، بصيراً بأمور القضاء، مع العفة الزائدة والدين المتين.
وقد خلف من الولد ثلاثة، أنجب كل منهم وفاق الأقران، وبلغ في المكارم الغاية، وأخذ من الفضائل بأوفى نصيب، وأوفر حظ.
فأكبرهم الفاضل العالم البارع مصطفى جلبي، المدرس الآن، وهو سنة اثنتين وتسعين وتسعمائة، بإحدى المدارس السليمانية.

اسم الکتاب : الطبقات السنيه في تراجم الحنفيه المؤلف : الغزي، تقي الدين    الجزء : 1  صفحة : 226
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست