responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الطبقات السنيه في تراجم الحنفيه المؤلف : الغزي، تقي الدين    الجزء : 1  صفحة : 111
قال في " الجواهر ": رأيت له كتاب " النبأ "، في مجلد لطيف، وهو نفيس، يشتمل على ستة أبواب، الأول في أن مذهب الإمام اصلح للولاة والأئمة من مذهب المُخالفين. الثاني أن تمسك بالآثار الصحيحة. الثالث في سلوكه في الفقه طريقة الاحتياط. الرابع في بيان أن المخالف اعتقد في مسائل الاحتياط، وهو ترك الاحتياط. الخامس في المسائل التي توجب الشناعة على مذهب المخالفين. والسادس في الأجوبة عن المسائل التي يذكرها المخالفون، ويشنعون بها على الإمام.
وهو كتاب نفيس يذكر كل باب من الفروع جملة مُستكثرة، وروى هذا الكتاب عنه صاحبه أبو بكر محمد بن عبد الملك الخطيب، الآتي ذكره. انتهى.
قلت: صاحب هذه الترجمة، وهو أحمد بن عبد الله بن أبي القاسم البلخي، صاحب كتاب " الإبانة " المتقدم ذكره قريباً. وهذا الكتاب المذكور هنا في هذه الترجمة هو كتب " الإبانة "، وقد اطلعت عليه، ونقلت منه كثيراً في هذا الكتاب، ووهم صاحب " الجواهر "، فظن الترجمتين لرجلين، وذكر كلاً منهما على حدة، وليس الأمر كما ظن. والله أعلم.

216 - أحمد بن عبد الله بن محمد
ابن عمر بن علي
حفظ القرآن الكريم، و " الكنز ".
واشتغل على ابن الديري، والشمني، والزين قاسم، وكذا حضر دروس ابن الهمام، والعز عبد السلام البغدادي، وأخذ أيضاً عن البرهان الهندي؛ والأبدي، والتقى الحصني، والشهاب الخواص. وسمع من ابن حجر، وغيره.
وتعانى الأدب، وتميز، وشارك في الفضائل.
واستقر في موقعي الدست، وناب في القضاء، في سنة ثلاث وخمسين، عن ابن الديري، فمن بعده.
وذكر أنه نظم " التلخيص "، و " الكافي في علم العروض والقوافي ".
ولكنه كان زري الهيئة، قبيح الفعال، مع مزيد الفاقة.
ومن نظمه إجابة لمن سأله إجازة قول القائل:
هذا صَبَاحٌ وصَبُحٌ فمَا ... عُذرُك في تَرْكِ صَبُوحِ الصَّبَاحْ
فقال:
تمنُّعُ الحِبِّ وفَقْدُ النَّدَى ... وخَوْف واشٍ ورَقيبٍ ولاَحْ
كذا نقلت هذه الترجمة من خط السخاوي، من ورقة وجدتها بأثناء كتابه " الضوء اللامع " وأخلي فيها مكاناً بعد اسم جده علي؛ لكتابة ما اشتهر به من نسبة، وغيرها، ثم رأيت في بعض نسخ " الضوء " أنه كان يعرف بالشهاب القليجي، وأن ولادته في سنة تسع وعشرين وثمانمائة. رحمه الله تعالى.

217 - أحمد بن عبد الله بن يوسف بن الفضل الصبغي
الإمام الكبير. من أهل سمرقند.
سمع يوسف بن يحيى البلخي، وغيره.
وسمع منه الحافظ أبو حفص عمر بن محمد النسفي.
وكان إماماً، فقيهاً، فاضلاً.
ورد بغداد حاجاً، وكان معيداً في الدار الجوزجانية، بسمرقند.
ذكره السمعاني في " ذيله "، وقال: سمعت أبا بكر الزهري بسمرقند، سمعت أبا حفص، يقول: توفي الإمام أحمد الصبغي، يوم الخميس، الثامن من شهر رجب، سنة ست وعشرين وخمسمائة، ودُفن في مشهد ابن عبدة، وقد زاد على سبعين سنة.
والصبغي، بكسر الصاد المهملة، وسكون الباء الموحدة، وفي آخرها غينٌ معجمة؛ نسبة إلى الصبغ والصباغ، وهو ما يصبغ به الألوان. قاله السمعاني.

218 - أحمد بن عبد الله الفريمي
ذكره في " الشقائق "، وقال: قرأ على المولى شرف الدين الفريمي الآتي ذكره في حرف الشين.
وصار من أفاضل دَهره، وعلمائهم العاملين، ودرس، وأفاد.
واستوطن مدينة قسطنطينية إلى أن مات، ودفن بها.
وكان السلطان محمد يعظمه، ويقبل قوله.
حُكي أنه اجتمع مرة بالسلطان المذكور، وهو متوجه إلى مدينة أدرنة، فيسأله السلطان محمد عن أحوال مدينة فرم، فقال له الشيخ: كنتا نسمع أنه كان بها ستمائة مُفت، وثلاثمائة مُصنف، وأنها كانت بلدة عظيمة، معمورة بالعلماء والصلاح، وقد أدركت أنا أواخر ذلك.
فقال له السلطان: وما كان سبب خرابها؟ قال: حدث هناك وزير، أهان العلماء، وأقصاهم، فتفرقوا في البلاد، وجلوا عن الأوطان، والعلماء في المدينة بمنزلة القلب، ومتى عرضت للقلب آفة سرت إلى سائر البدن.
فأمر السلطان عند ذلك بإحضار وزيره محمود باشا، فلما حضر حكى له ما ذكره الشيخ، وقال له: قد ظهر أن خراب المُلك من الوزراء.
فقال له الوزير: لا بل من السلطان.
قال: لم؟ قال: لأي شيء استوزر مثل هذا الرجل!! فقال السلطان: صدقت.
وكان للشيخ مجالس وعظ يحضرها الخاص والعام.

اسم الکتاب : الطبقات السنيه في تراجم الحنفيه المؤلف : الغزي، تقي الدين    الجزء : 1  صفحة : 111
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست