responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشقائق النعمانيه في علماء الدوله العثمانيه المؤلف : طاشْكُبْري زَادَهْ    الجزء : 1  صفحة : 473
وَحصر نَفسه فِي طلب المعارف الالهية ثمَّ قَالَ لي هَل تُرِيدُ اللحوق الى مقدم هَذِه الطَّرِيقَة الشَّيْخ محيي الدّين فَقلت اني استحيي من هَؤُلَاءِ الْمَشَايِخ الْكِبَار احدهم شَيْخي والاخر وَالِدي والاخر شيخ وَالِدي فَقَالَ هَذَا طَرِيق الْحق وميدان الْمحبَّة لَا يُرَاعِي فِيهَا خاطر من الخواطر بل كل من يسْلك فِيهَا ويصل اليها يَأْخُذ مِنْهَا بِقدر مَا يقدر عَلَيْهِ فقبضني من جناحي ورماني الى تِلْكَ الارض فَمَا وَقعت الا عِنْد الشَّيْخ محيي الدّين مقدما على الشَّيْخ عبد الرحيم فَرفع رَأسه فَقَالَ أَسَأْت الادب وَتَقَدَّمت على مرتبتك فَقلت مَا جِئْت الى هَذَا الْمَكَان باختياري وَانْظُر الى الَّذِي يقف عِنْد رَأسك فَنظر فَرَأى الشَّيْخ أَبَا يزِيد فَسَأَلَ عَنهُ فَقلت هُوَ الشَّيْخ ابو يزِيد الَّذِي رماني الى هَذَا الْمَكَان واوصلني الى هَذِه الْمنزلَة فَقَالَ سلمه الله وان الامر امْرَهْ فَقَامَ واخذ إزارا وشده فِي وسطي وقلدني سَيْفا فانتبهت وتفكرت فَعرفت الْحَال وفهمت الْمقَال وَهَا انا اورد الرسَالَة الْمُبَارَكَة وَفَاء بالعهد السَّابِق فَعَلَيْك بالفكر اللَّائِق والتأمل الصَّادِق فِيمَا حوته من الاشارات الدقيقة الى الاسرار الانيقة وتنبيهات فائقة الى بَدَائِع رائقة تنكشف بهَا الخطوب وتطمئن بهَا الْقُلُوب حَتَّى تستدل على مقَامه من آثَار أقدامه
صُورَة الرسَالَة بِعَينهَا

اعْلَم ان حُصُول الْمَقْصُود انما يكون بِالتَّوْحِيدِ والفناء وَهُوَ انما يكون بِكَلِمَة التَّوْحِيد لَان السالك لم يصل الى الفناء والبقاء الا بِرَفْع الْحجب فبالنفي ترفع الْحجب وبالاثبات يثبت الْحق لَان التَّنْزِيه شَأْن السالك على الْوَجْه الْخَاص وَهُوَ طَرِيق الْمِعْرَاج كَمَا صرح بِهِ الشَّيْخ الاكبر فِي كتبه واما قَوْلهم الطّرق الى الله بِعَدَد انفاس الْخَلَائق فَمَعْنَاه ان سلوك كل اُحْدُ انما يكون بِحَسب استعداده وقابليته كَمَا يشْعر بِهِ قَوْلهم بِعَدَد انفاس الْخَلَائق وَالذكر اللساني فِي منَازِل النَّفس وَهِي جوهري بخاري حَاصِل من قُوَّة الْحَيَوَان والحس وَالْحَرَكَة الارادية ويسميها الْحُكَمَاء الرّوح الحيواني وَهُوَ وَاسِطَة بَين الْقلب الَّذِي هُوَ النَّفس الْمُجَرَّدَة وَبَين الْبدن المادي ومنبع التجويف الايسر من اللَّحْم الصنوبري وَيُطلق الْقلب عَلَيْهِ فَقَوله عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام حِكَايَة عَن الله عز وَجل مَا وسعني

اسم الکتاب : الشقائق النعمانيه في علماء الدوله العثمانيه المؤلف : طاشْكُبْري زَادَهْ    الجزء : 1  صفحة : 473
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست