responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشقائق النعمانيه في علماء الدوله العثمانيه المؤلف : طاشْكُبْري زَادَهْ    الجزء : 1  صفحة : 424
سنتَيْن وَلما قصد السُّلْطَان الاعظم سُلَيْمَان خَان الْمُعظم الى فتوح ديار الْعَجم وَسَار حَتَّى وطىء بخيله وَرجله هَذِه الْبِلَاد ليستأصل مَا فِيهَا من ارباب الزيغ وَالْفساد وانقض صقور الاروام على عصافير الاعجام فَتَفَرَّقُوا من سطوتهم تفرق الاغنام عِنْدَمَا حمل عَلَيْهَا اسودالاجام ففرح مِنْهُ الشَّيْخ الْمَزْبُور وزاح غمه وتخلص من ايدي الظلمَة عَمه وصمما الْخُرُوج الى ديار الرّوم وعزما على السّفر فالتحقا بالعسكر المظفر فسارا بهم وعادا مَعَهم الى الرّوم فِي ايابهم وَلما وصلوا الى آمد توفّي عَمه فازداد بالوحدة همه وغمه وَذَلِكَ سنة خمس وَخمسين وَتِسْعمِائَة وَلما وصل الى حلب عين لَهُ من جَانب السُّلْطَان كل يَوْم عشره انصاف فاستقلها الشَّيْخ الْمَزْبُور فاستجاز لِلْحَجِّ وَكَانَ فِي قلبه الذّهاب الى الْهِنْد لما بَينه وسلطانه من معارفة قديمَة ومحبة اكيدة فَوقف عَلَيْهِ الْوَزير الْكَبِير رستم باشا فاستماله وَطيب قلبه واستصحبه الى قسطنطينية وَعين لَهُ خَمْسَة عشر درهما ثمَّ زَاد فِي وظيفته فَصَارَت خَمْسَة وَثَلَاثِينَ وَحصل لَهُ الْقبُول التَّام عندالخواص والعوام وترادفت عَلَيْهِ العطيات وتكررت الترقيات حَتَّى بلغت وظيفته فِي وزارة عَليّ باشا الى مائَة وَكَانَ ذَلِك سنة احدى وَسِتِّينَ وَتِسْعمِائَة وَحج رَحمَه الله سنة سِتّ وَسبعين وَتِسْعمِائَة وَتُوفِّي بقسطنطينية فِي اوائل جمادي الاولى سنة ثَمَانِينَ وَتِسْعمِائَة وَدفن بحظيرة الشَّيْخ وفا وَقَالَ فِيهِ بعض احبائه شعر فَارسي ... جون شيخ ابو سعيدمرحوم ... زين دَار فَنًّا بآبروشد
ازبس كه وفانمودبا خلق ... ميدان وفا ازان اوشد ...

كَانَ رَحمَه الله عَالما فَاضلا مدققا محققا جَامعا بَين الْمَعْقُول وَالْمَنْقُول حاويا للفروع والاصول مَعَ كَمَال الْوَرع والديانة والزهد والصيانة وَكَانَ من غَايَة نزاهته وَكَمَال طَهَارَته لَا يلبس لباسا من الثقال والخفاف الا بعدغسله حَتَّى الفرو والخفاف وَكَانَ لَا يجلس احدا على بساطه وان لم يقصر فِي ملاطفته وانبساطه وَلَا يصافحه الا وَيغسل يَده بعده وَكَانَ رَحمَه الله من الاسخياء الامجاد والكرماء الاجواد يبْذل مَا يقدر عَلَيْهِ وَيفرق على النَّاس مَا يجْتَمع لَدَيْهِ غير متكلف فِي

اسم الکتاب : الشقائق النعمانيه في علماء الدوله العثمانيه المؤلف : طاشْكُبْري زَادَهْ    الجزء : 1  صفحة : 424
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست