responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشقائق النعمانيه في علماء الدوله العثمانيه المؤلف : طاشْكُبْري زَادَهْ    الجزء : 1  صفحة : 203
درهما بطرِيق التقاعد فلازم بَيته بقسطنطينية واشتغل بالتصنيف لَكِن اخترمته الْمنية فَلم يظْهر شَيْء من ذَلِك مَاتَ رَحمَه الله تَعَالَى فِي أَوَائِل سلطنة السُّلْطَان سليم خَان
وَمِنْهُم الْعَالم الْفَاضِل الْكَامِل الْمولى عَلَاء الدّين عَليّ الايديني الملقب باليتيم

انما لقب بذلك لانه وَقع فِي زمن سلطنة السُّلْطَان مرادخان وباء عَظِيم وَمَات فِي ذَلِك الوباء جَمِيع اقرابائه وَبَقِي هُوَ يَتِيما وَمَا بَقِي لَهُ الا عَمه ورباه الى ان بلغ سنّ الْبلُوغ ثمَّ ارتحل الى بَلَده تيره وَحصل هُنَاكَ مبادي الْعُلُوم وَتعلم الْكتاب ثمَّ ارتحل الى بَلْدَة بروسه واشتغل هُنَاكَ بِالْعلمِ وَالْقِرَاءَة وَقَرَأَ على بعض المدرسين وَلما بنى السُّلْطَان مُحَمَّد خَان الْمدَارِس الثمان بقسطنطينية كَانَ مَعَ الطّلبَة الَّذين سكنوا بهَا ابْتِدَاء ثمَّ لما صَار ضعف الِاشْتِغَال بقسطنطينية ارتحل كثير من الطّلبَة الى الاطراف وارتحل هُوَ الى بَلْدَة تيره وَكَانَ الْمولى قَاضِي زَاده مدرسا بهَا وقتئذ واشتغالا عِنْده اشتغلا عَظِيما ثمَّ ان السُّلْطَان مُحَمَّد خَان لما نقل الْمولى الْمَذْكُور الى احدى الْمدَارِس الثمان جَاءَ مَعَه الى قسطنطينية وَمَا فَارقه الى ان صَار الْمولى الْمَذْكُور قَاضِيا بِمَدِينَة بروسه واراد الْمولى قَاضِي زَاده ان يُرْسِلهُ الى عتبَة السُّلْطَان ليحصل لَهُ مرتبَة فَلم يرض بذلك وَقَالَ ان لي مَعَ الله تَعَالَى عهدا ان لَا اتولى المناصب وَسكن بِمَدِينَة بروسه فِي بَيت صَغِير وَلم يكن لَهُ اهل واولاد اصلا وبذل نَفسه لاقراء الْعلم وَكَانَ يدرس لكل اُحْدُ وَلَا يمْنَع الدَّرْس عَن اُحْدُ وَرُبمَا يدرس فِي يَوْم وَاحِد عشْرين درسا مَا بَين صرف وَنَحْو وَحَدِيث وَكَانَت لَهُ مُشَاركَة فِي كل الْعُلُوم وَبِذَلِك نَفسه لله تَعَالَى وابتغاء لمرضاته وَلَا يَأْخُذ اجرة من اُحْدُ وَلَا يقبل الا الْهَدِيَّة فَلم يقبل وَظِيفَة اصلا وَلم يكن لَهُ الا الْعلم وَالْعِبَادَة وَكَانَ مشتغلا بِنَفسِهِ فَارغًا عَن احوال الدُّنْيَا رَاضِيا من الْعَيْش بِالْقَلِيلِ وانا اقْرَأ عَلَيْهِ الصّرْف والنحو سَمِعت مِنْهُ مَا فَاتَهُ صَلَاة ابدا مُنْذُ بُلُوغه وَلم يتَزَوَّج وَلم يقارف الْحَرَام اصلا وَقد جَاوز عمره التسعين وَمَا سقط مِنْهُ سنّ اصلا وَكَانَ يقرا الخطوط الدقيقة وَكَانَ يكْتب خطا حسنا جدا وَكَانَ يَشْتَرِي الْكتاب ابتر ويكمله وَيعْمل لَهُ جلدا وَكَانَ يعرف تِلْكَ الصَّنْعَة وقداجتمع لَهُ بِهَذَا الطَّرِيق كتب كَثِيرَة مَاتَ فِي سنة عشْرين وتسعماية وَسمعت انه قد رأى السُّلْطَان مُرَاد خَان وَهُوَ شَاب نور الله تَعَالَى قَبره

اسم الکتاب : الشقائق النعمانيه في علماء الدوله العثمانيه المؤلف : طاشْكُبْري زَادَهْ    الجزء : 1  صفحة : 203
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست