responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدر المنثور في طبقات ربات الخدور المؤلف : زينب فواز    الجزء : 1  صفحة : 477
معاوي لم أكد آتيك تهوي ... برحلي رادة الأصلاب ناب
قريح الظهر يفرح أن يراها ... إذا وضعت وليتها الغراب
تجوب الأرض نحوك ما تأنى ... إذا ما الأكم قنعها السراب
فقال: ما حاجتك؟ فقالت: ليس لمثلي أن يطلب إلى مثلك حاجة فأعطاها خمسين من الأبل ثم قال: أخبريني عن مضر فقالت: فاخر بمضر, وحارب بقيس, وكاثر بتميم, وناظر بأسد. ومن جيد أشعارها ما مدحت به آل مطرف قولها:
يا أيها السدم الملوي رأسه ... ليقود من أهل الحجاز بريما
أتريد عمر وبن الخليع ودونه ... كعب إذا لوجدته مرؤما
إن الخليع ورهطه في عامر ... كالقلب ألبس جؤجؤاً وحزيما
لا تغزون الدهر آل مطرف ... وأسنة رزق تخال نجوما
قوم رباط الخيل وسط بيوتهم ... وأسنة زرق تخال نجزما
ومخرق عنه القميص تخاله ... وسط البيوت من الحياء سقيما
حتى إذا رفع اللواء رأيته ... تحت اللواء على الخميس زعيما
وذكر الأصمعي: أن ليلى حينما كانت عند الحجاج أمر لها بعشر آلاف درهم وقال لها: هل لك من حاجة؟ قالت: نعم أصلح الله الأمير تحملني إلى ابن عمي قتيبة بن مسلم. وهو على خراسان يومئذٍ فحملها إليه فأجازها وأقبلت راجعة تريد البادية فلما كانت بالري ماتت, فقبرت هناك. هكذا ذكر الأصمعي.
وقيل: إنها حينما كانت عند الحجاج فقال لها: هل لك من حاجة؟ قالت: نعم, تدفع إلى النابغة أحكم فيه بما أرى. فلما سمع النابغة بذلك هرب إلى الشأم فتبعته, ثم استأذنت عبد الملك فيه فأذن لها ولم تزل في طلبه حتى توفيت بقومس بلدة من أعمال بغداد على جانب الفرات. وقيل: بحلوان والمدى بينهما قريب.
وفي رواية أخرى أن ليلى الأخيلية أقبلت من سفرة فمرت بقبر توبة ومعها زوجها وهي في هودج لها فقالت: والله لا أبرح حتى أسلم على توبة فجعل زوجها يمنعها من ذلك وتأبى إلا أن تلم به, فلما كثر ذلك منها تركها فصعدت أكمة عليها توبة فقالت: السلام عليك يا توبة, ثم حولت وجهها على القوم فقالت: ما عرفت له كذباً قط قبل هذا قالوا: كيف؟ قالت: أليس القائل:
ولو أن ليلى الأخيلية سلمت ... علي ودوني تربة وصفائح
لسلمت تسليم البشاشة أو زقى ... إليها صدى من جانب القبر صائح
وأغبط من ليلى بما لا أناله ... ألا كل ما قرت به العين صالح
فما باله لم يسلم علي كما قال: وكانت إلى جانب القبر بومة كامنة, فلما رأت الهودج واضطرابه فزعت وطارت في وجه الجمل فنفر, فرمى ليلى على رأسها فماتت من وقتها ودفنت إلى جانبه وهذا هو الصحيح من خبر وفاتها.

ليلى العامرية بنت مهدي بن سعد
صاحبة قيس بن الملوح بن مزاحم الشهير بالمجنون, ولم يكن مجنوناً إلا من العشق بدليل قوله:

اسم الکتاب : الدر المنثور في طبقات ربات الخدور المؤلف : زينب فواز    الجزء : 1  صفحة : 477
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست