responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدر المنثور في طبقات ربات الخدور المؤلف : زينب فواز    الجزء : 1  صفحة : 466
وإني لأستحييه والترب بيننا ... كما كنت أستحييه حين يراني
فعجبا منها ثم انحزنا فجلسنا بحيث لا ترانا لننظر ما تصنع فأنشأت:
يا صاحب القبر يا من كان يؤنسني ... وكان يكثر في الدنيا موالاتي
قد زرت قبرك في حلي وفي حلل ... كأنني لست من أهل المصيبات
لزمت ما كنت تهوى أن تراه وما ... قد كنت تألفه من كل هيآت
فمن رآني رأى عبري مولهة ... مشهورة الزي تبكي بين أموات
ثم انصرفت فتبعناها حتى عرفنا مكانها, فلما جئنا إلى الرشيد قال: حدثني بأعجب ما رأيته. فأخبرته بأمر لطيفة فكتب إلى عامله على البصرة أن يمهرها عشرة آلاف درهم, ففعل ووجه بها إليه, وقد أنهكها السقم, فتوفيت بالمدائن.
قال الأصمعي: فلم يذكرها الرشيد مرة إلا ذرفت عيناه.

لويزا ماري كارولين
"لويزا" كونتة "أليني" زوجة. آخر رجل من عائلة "ستورت". ولدت في "منس" من بلجيكا سنة 1753 م, وتوفيت في فلورنسا سنة 1824 م. وهي ابنة البرنس "غستاقوس أدولغوس". تزوجت سنة 1772 م "بشارل أدورد ستورت" حفيد "جمس الثاني", وكان يدعي بحق الجلوس على تخت ملك بريطانيا, ويعرف بكونت "أليني".
وكان أكبر منها بثلاثين سنة, ويقال: إنه تزوجها أملاً أن يولد له منها وارث شرعي لبيت "ستورت" الذي كان مناظرا لملك إنكلترا إلا أنهما لم يتفقا فإنها كانت جميلة فتينة, مهذبة عاقلة. وكان هو هرماً خشن الطباع سيء الخلق, فعاش في "فلورنسا" وهناك تعرفت ب" الغيارى" الشاعر فحصل لها عنده اعتبار عظيم ويقال: إنه عشقها عشقاً مفرطاً وإنها هي التي حركته إلى تأليف تراجيدياته, ولم تتهم قط بخيانة زوجها إلا أن شدة فظاظته حملتها أخيراً على تركه فالتجأت إلى دير في فلورنسا, ثم انتقلت إلى دير في روميه.
وسنة 1783 م تمكنت من فسخ زواجها بتوسط "غستاقوس الثالث" ملك أسوج "وسعى لها "غستاقوس" _المذكور_ بمرتب عينته لها الحكومة الفرنساوية, غير أنه قطع عنها عند حدوث الثورة. ويقال: إنها بعد نحو سنتين من وفاة زوجها سنة 1788 م تزوجت "الغيارى" سراً وكان لها في فلورنسا سطوة عظيمة جداً في المصالح السياسية ونفوذ بين أكابر رجال الدولة فكان "نابوليون" يخافها وبعد وفاة "الغيارى" _المذكور_ كانت تصرف معظم وقتها في فلورنسا ويقال: إنها جرى لها هنا مع "فرنسوا كرافيه فاقر" وهو مصور فرنسوي علائق ودادية متينة, ولما توفيت دفنت في كنيسة "سنتا كروتشا" في فلورنسا في نفس القبر الذي دفن فيه الغيارى وأقام لها "كانوقا" فوقه قبة جميلة.

ليلى الأخيلية
هي ليلى بنت عبد الله بنت الرحال بن شداد بن كعب بن معاوية, وهو الأخيل من بني عامر بن صعصعة, وهي من النساء المتقدمات في الشعر من شعراء الإسلام وكان توبة بن الحمير بن عقيل الخفاجي يهواها ويقول فيها الشعر, فخطبها إلى أبيها, فأبى أن يزوجه إياها وزوجها في بني الأدلع فجاء يوماً كما يجيء لزيارتها فإذا هي سافرة ولم ير منها إليه بشاشة فعلم أن ذلك الأمر ما كان فرجع إلى راحلته فركبها ومضى وبلغ بني الأدلع أنه أتاها فتبعوه. فقال توبة في ذلك قصيدته المشهورة هي:

اسم الکتاب : الدر المنثور في طبقات ربات الخدور المؤلف : زينب فواز    الجزء : 1  صفحة : 466
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست