responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدر المنثور في طبقات ربات الخدور المؤلف : زينب فواز    الجزء : 1  صفحة : 465
ليت لبنى تعودني ثم أقضي ... إنها لا تعود فيمن يعود
ويح قيس لقد تضمن منها ... داء خبل فالقلب منه عميد
وقال: وقد سأله الطبيب مذ كم وجدت بهذه المرأة ما وجدت فأنشد:
تعلق روحي روحها قبل خلقنا ... ومن بعدما كنا نظافا وفي المهد
فزاد كما زدنا وأصبح ناميا ... وليس إذا متنا بمنفصم العقد
ولكنه باق على كل حادث ... وزائرنا في ظلمة القبر واللحد

لبانة ابنة ريطة بن علي بن عبد الله طاهر
كانت من أحسن نساء زمانها وأوفرهن عقلاً, وأعظمهن أدباً, فصيحة المنطق عذبة اللسان شاعرة وشعرها مقبول ولها علم بضروب الغناء تزوجها محمد الأمين بن هارون الرشيد فقتل ولم يبن بها فقالت ترثيه:
أبكيك لا للنعيم والإنس ... بل للمعالي والرمح والفرس
أبكي على سيد فجعت به ... أرملني قبل ليلة العرس
يا فارساً بالعراء مطرحاً ... خانته قواده مع الحرس
من للحروب التي تكون بها ... إن أضمرت بارها بلا قبس
من لليتامى إذا هم سبغوا ... وكل عان وكل محتبس
أم من لبر أم من لفائدة ... أم من لذكر الإله في الغلس
ولما قتل الأمير رجعت إلى منزل والدها ولم تتمالك أن تبقى مع السيدة زينب بنت جعفر أم الأمين لأنها تشاءمت منها فخشيت على نفسها من الإهانة والاحتقار.
وبعد أن استتب الأمر إلى المأمون جعل لها إدرارات ورواتب تنفق منها ولم يتركها تذهب إلى حيث شاءت بل جعلها كأنها من حرم دار الخلافة وبقيت على ذلك إلى أن ماتت بآخر خلافته.

لطيفة الحدانية
توفي أبوها وتركها صغيرة فكفلها عمها, وكانت على أرفع ما يكون من مراتب الجمال ومحاسن الأخلاق والخصال, فربيت في بيت عمها حتى بلغت وكان لعمها ولد شاب يدعى واصفاً وكان كامل الحسن والظرف واللطف والعفة فكانت لطيفة تنظر إليه فيعجبها إلى أن تمكن حبه منها.
فمرضت وهي تكتم أمرها وكانت امرأة عمها فطنة مجربة للأمور, فامتحنتها فوجدتها تغيب عن حسها أحياناً فإذا دخل الغلام أفاقت والتمست تأكل, فأخبرت أباه فقال: يا لها نعمة.
ثم زوجه بها فأوقع الله حبها في قلبه فأقاما على أحسن حال مدة وهو يأمرها أن تكون دائماً متزينة مطيبة ويقول لها: لا أحب أن أراك إلا كذا, فلم يزالا على ذلك فضعف الشاب فمات, فوجدت به وجداً شديداً, فكانت بأنواع زينتها كما كانت وتمضي, فتمكث على قبره باكية إلى الغروب. قال الأصمعي: مررت أنا وصاحب لي بالجبانة, فرأيتها على تلك الحالة فقلنا لها: علام ذا الحزن الطويل؟ فأنشأت:
فإن تسألاني فيم حزني فإنني ... رهينة هذا القبر يا فتيان

اسم الکتاب : الدر المنثور في طبقات ربات الخدور المؤلف : زينب فواز    الجزء : 1  صفحة : 465
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست