responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدر المنثور في طبقات ربات الخدور المؤلف : زينب فواز    الجزء : 1  صفحة : 241
الهذيل بن عمران من بين تغلب وكان نصرانيا فترك دينه وتبعها وعقبه بن هلال في النمر، وزياد بن بلال في أياد، والسليل بن قيس في شيبان فأتاهم أمر أعظم منا هم فيه لاختلافهم.
وكانت سجاح تريد غزو أبي بكر فأرسلت إلى ملك بن نويرة تطلب الموادعة فأجابها، وردها عن غزوها، وحملها على أحياء من بين تميم فأجابته وقالت: أنما امرأة من بني يربوع فإن كان ملكا فهو لكم وهرب منها عطارد بن حاجب وساده من بني مالك وحنظلة إلى بني العنبر وكرهوا ما صنع وكيع، وكان قد أودعها وهرب منها أشباههم من بين يربوع وكرهوا ما صنع مالك بن نويرة واجتمع مالك ووكيع وسجاح فسجعت لهم سجاح وقالت: أعدوا الركاب، واستعدوا للنهاب، ثم أغيروا على الرباب، فليس دونهم حجاب. فساروا إليهم فلقيهم ضبة وعبد مناة فقتل بينهم قتلى كثيرة وأسر بعضهم من بعض ثم تصالحوا وقال قيس بن عاصم شعرا أظهر فيه ندمه على تخلفه عن أبي بكر بصدقته، ثم سارت سجاح في جنود الجزيرة حتى بلغت النباج، فأغار عليهم أوس ابن خزيمة الجهمي في بني عمرو فأسر الهذيل وعقبة، ثم اتفقوا على أن يطلق أسرى سجاح ولا يطأ أرض أوس ومن معه.
ثم خرجت سجاح في الجنود وقصدت اليمامة وقالت: عليكم باليمامة وزقوا زفيف الحمامة فإنها غزوة صرامة، لا يلحقكم بعدها ملامة.
فقصدت بني حنيفة فبلغ ذلك مسيلمة فخاف إن هو شغل بها تغلب ثمامة وشرحبيل بن حسنة والقبائل التي حولهم على هجر وهي اليمامة فأهدى لها، ثم أرسل إليها يستأمنها على نفسه حتى يأتيها فأمنته فجاءها في أربعين من بني حنيفة فقال مسيلمة: لنا نصف الأرض ولقريش نصفها لو عدلت، وقد رد الله عليك النصف الذي ردت قريش، وكان مما شرع لهم أن من أصاب ولدا واحدا ذكرا لا يأتي النساء حتى يموت ذلك الولد فيطلب الواحد حتى يصيب ابنا، ثم يمسك.
وقيل: بل تحصن منها فقالت له: انزل، فقال لها: أبعدي أصحابك، ففعلت. وقد ضرب لها قبة وجمرها لتزكو بطيب الريح واجتمع بها. فقالت له: ما أوحى إليك ربك؟ فقال: ألم تري إلى ربك كيف فعل بالحبلى أخرج منها نسمة تسعى بين صفاق وحشا. قالت: أشهد أنك نبي! قال: هل لك أن أتزوجك وآكل بقومي وقومك العرب. فتزوجها بجوابها وأقامت عنده ثلاثا ثم انصرفت إلى قومها فقالوا لها: ما عندك؟ قالت كان على حق فتبعته وتزوجته قالوا: هل أصدقك شيئا؟ قالت: لا. قالوا: فارجعي فاطلبي الصداق فرجعت.
فلما رآها أغلق باب الحصن، وقال: ما لك؟ قالت: أصدقني. قال: من مؤذنك؟ قالت: شبيب بن ربعي الرياحي فدعاه وقال له: ناد في أصحابك إن مسيلمة رسول الله قد وضع عنكم صلاتين مما جاءكم به محمد صلاة الفجر وصلاة العشاء الآخرة فانصرفت ومعها أصحابها منهم عطارد بن حاجب وعمرو بن الأيهم وغيلان بن خرشة وشبيب بن ربعي فقال عطارد بن حاجب:
أمست نبيتنا أنثى نطوف بها ... وأصبحت أنبياء الناس ذكرانا
وصالحها مسيلمة على غلات اليمامة سنة تأخذ النصف وتترك عنده من يأخذ النصف فأخذت النصف وانصرفت إلى الجزيرة وخلفت هذيلا وعقبة وزيادا لأخذ النصف الباقي فلم يفاجئهم إلا دنو خالد إليهم فارفضوا، فما زالت سجاح في تغلب حتى نقلهم معاوية عام المجاعة وجاءت معهم وحسن إسلامهم وإسلامها وانتقلت إلى البصرة وماتت بها، وصلى عليها سمرة بن جندب وهو على البصرة لمعاوية قبل قدوم عبيد الله بن زياد من خراسان وولايته البصرة. وقيل: إنها لما قتل مسيلمة سارت إلى أخوالها تغلب بالجزيرة فماتت عندهم ولم يسمع لها بذكر.

اسم الکتاب : الدر المنثور في طبقات ربات الخدور المؤلف : زينب فواز    الجزء : 1  صفحة : 241
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست