اسم الکتاب : الإصابة في تمييز الصحابة المؤلف : العسقلاني، ابن حجر الجزء : 6 صفحة : 492
فيها الماء فقال عمرو بن العاص: خطوا لابن عمتي إلى جنبي- يريد وهب بن عمير فردمت البركة و خطّت، فهي دار بني جمح. قال: و ولي وهب بن عمير بحر مصر في غزوة عمّورية سنة ثلاث و عشرين.
و ذكره البخاريّ في الصّحابة، و لم يورد له شيئا. و قال أبو بكر بن دريد في الأخبار المنثورة: كان وهب بن عمير من أحفظ الناس، فكانت قريش تقول: له قلبان، من شدة حفظه، فأنزل اللَّه:ما جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ [الأحزاب: 4]. فلما كان يوم بدر أقبل منهزما و نعلاه واحدة في يده و الأخرى في رجله، فقالوا: ما فعل الناس: قال:
هزموا. قالوا: فأين نعلاك؟ قال: في رجلي. قالوا: فما في يدك؟ قال: ما شعرت، فعلموا أن ليس له قلبان.
و ذكر الثّعلبيّ هذه القصّة لجميل بن معمر، و أنّ الّذي تلقاه فسأله أبو سفيان. و أسنده ابن الكلبيّ في تفسيره عن أبي صالح، عن ابن عبّاس، لكن قال: جميل بن أسد.
أخرج من طريق محمد بن طلحة، عن محمد بن الحصين بن عمرو بن سعد بن معاذ، عن أبيه، عن جدّه، قال:لقي رجل من مزينة يقال له وهب بن قابس بالعرج، فأسلم و بايعه، ثم أقام في أهله حتى إذا كان يوم أحد خرج بحبل فيه غنم حتى قدم المدينة، فوجدها خلوا، فسأل عن النّبيّ (صلّى اللَّه عليه و آله و سلم)، فقيل:
إنه يقاتل قريبا بأحد، فرمى بحبله، و توجّه إليه بأحد، فطلعت الخيل، فقال النبيّ (صلّى اللَّه عليه و آله و سلم): «من يوزع عنّا الخيل جعله اللَّه رفيقي في الجنّة»، فتقدم وهب فضرب بسيفه حتى ردّها حتى صنع ذلك ثلاث مرات فقتل، فقال النبيّ (صلى اللَّه عليه و سلّم): «دعوه حتّى نفرغ له».
فلما فرغ التمس فلم يوجد،
فقال عمر: ما من الناس أحد أحبّ إليّ أن ألقى اللَّه بعمله من وهب بن قابس.
و ذكره الواقديّ بمعناه. و قد تقدم في ترجمة الحارث بن عقبة بن قابس.
و قرأت في كتاب الفصوص لصاعد اللّغويّ، قال: كان عمر يقول: إن أحبّ هذه الأمة إليّ أن ألقى اللَّه بصحيفته للمزني وهب بن قابس، فذكر قصّته مختصرا.