قلت: و الأربعة المذكورون من الصحابة فيما أحسب، و الشريد هو ابن السلميّ صحابي مشهور، و كأنهم قدّموا على هوذة لصحبتهم، و كان هو عند نفسه مقدما عليهم قبل الإسلام كما وقع ذلك للحارث بن هشام و من معه، لما رأوا صهيبا و أمثاله يؤذن لهم قبلهم على عمر.
. ذكره ابن عساكر في تاريخه، فقال: أدرك النبي (صلّى اللَّه عليه و آله و سلم)، و شهد بدرا مع المشركين، ثم أسلم بعد، و وفد على معاوية في خلافته، و أورد له ابن مندة من طريق رحمة بن عصمة، عن مجالد، عن الشعبي، قال: وفد على معاوية رجل يقال له هوذة، فقال له معاوية: أشهدت بدرا، قال: نعم يا أمير المؤمنين، علي لا لي، و كأني أرى بريق سيوفهم كأنها شعاع الشمس خلل السحاب، قال: فابن كم كنت؟ قال: أنا يومئذ قمد ممدود
[1] ينظر البيت الأول في أسد الغابة ترجمة رقم (5416)، و معجم الشعراء للمرزباني: 460.