responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإصابة في تمييز الصحابة المؤلف : العسقلاني، ابن حجر    الجزء : 6  صفحة : 43

فقال: يا بني، ادع لي النبيّ (صلّى اللَّه عليه و آله و سلم)، فأعظمت ذلك، و قلت: أدعو لك رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و آله و سلم)، فقال: يا بنيّ، إنه ليس بجبار، فدعوته فخرج و عليه قباء من ديباج مزوّر [1] بالذّهب، فقال: يا مخرمة، هذا خبأناه لك، فأعطاه إياه.

و للحديث طرق عن ابن أبي مليكة، و في بعضها أنه قال للنبيّ (صلّى اللَّه عليه و آله و سلم): ما كنت أرى أن تقسم في قريش قسما فتخطئني.

و عند البغويّ و أبي يعلى من طريق صالح بن حاتم بن وردان، عن أبيه، عن أيوب، عن ابن أبي ملكية نحو الأول، و زاد: قلت لحاتم: و لم فعل ذلك؟ قال: كان يتّقي لسانه.

قال الزّبير بن بكّار: حدّثني مصعب بن عثمان و غيره أنّ المسور بن مخرمة مرّ بأبيه و هو يخاصم رجلا، فقال له: يا أبا صفوان، أنصف الناس، فقال: من هذا، قال: من ينصحك و لا يغشك، قال: مسور؟ قال: نعم، فضرب بيده في ثوبه، و قالت: اذهب بنا إلى مكّة أريك بيت أمي، و تريني بيت أمّك، فقال: يغفر اللَّه لك، يا أبت، شرفي شرفك، و كانت أم المسور عاتكة بنت عوف أخت عبد الرحمن.

و به قال: لما حضرت مخرمة الوفاة بكته بنته، فقالت: وا أبتاه! كان هينا لينا، فأفاق فقال: من النّادبة؟ قالوا: ابنتك. قال: تعالى، ما هكذا يندب مثلي، قولي: وا أبتاه، كان شهما شيظميّا، كان أبيّا عصيّا.

قال الزّبير: و حدثني عبد الرحمن بن عبد أن الزهريّ قال: قال معاوية: من لي بمخرمة بن نوفل ما يضعني من لسانه تنقّصا، فقال له عبد الرّحمن بن الأزهر: أنا أكفيكه يا أمير المؤمنين. فبلغ لذلك مخرمة. فقال: جعلني عبد الرحمن يتيما في حجره، يزعم لمعاوية أنه يكفيه إياي! فقال له ابن برصاء الليثي: إنه عبد الرحمن بن الأزهر، فرفع عصا في يده فشجّه، و قال: أعداؤنا في الجاهليّة و حسّادنا في الإسلام! و

أخرج البغويّ من طريق حماد بن زيد، عن أيّوب، عن ابن أبي مليكة، قال: قال النبيّ (صلّى اللَّه عليه و آله و سلم) لمخرمة بن نوفل: «يا أبا المسور».

قال ابن سعد و خليفة و ابن البرقي، و آخرون: مات سنة أربع و خمسين، و قال الواقديّ: مات سنة خمس و خمسين، قالوا: و عاش مائة و خمس عشرة سنة، و كان أعمى، و له قصة تذكر في ترجمة النعيمان.


[1] التزوير: التزويق و التحسين، و زورت الشي‌ء: حسنته و قومته. اللسان 3/ 1889.

اسم الکتاب : الإصابة في تمييز الصحابة المؤلف : العسقلاني، ابن حجر    الجزء : 6  صفحة : 43
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست