اسم الکتاب : الإصابة في تمييز الصحابة المؤلف : العسقلاني، ابن حجر الجزء : 6 صفحة : 392
أنس، عن سليمان بن وهب، قال: حدثني النعمان بن بزرج، و كان قد أدرك الجاهلية، قال ... فذكر حديثا طويلا.
و تعقب أبو نعيم على ابن مندة ذكره إياه في الصحابة، و قال: لا يعرف له إسلام. و لم يصب في ذلك، فقد ذكره في التابعين البخاري، و ابن أبي حاتم، و كأن أبا نعيم اغتر بما ذكره الواقدي في كتاب الردة من طريق همام بن منبه، قال: كان أول من قدم على الأبناء بصنعاء يعني من المدينة وبر بن يحنس، فنزل على بنات النعمان بن مزرج فأسلمن و صلين، و بعثتا إلى أخيهما عبد الرحمن بن النعمان بن بزرج فأسلم، و بعثتا إلى فيروز الديلميّ فأسلم، و إلى مركبود الديلميّ، فأسلم، قال: و كان أول من أخذ القرآن بصنعاء عطاء بن مركبود. انتهى.
فتوهم أبو نعيم من هذا أن النعمان كان قد مات، لكن يرده إدراك سليمان بن وهب له و تصريحه بتحديثه إياه، فلعله كان في الوقت الّذي أشار إليه همام بن منبه كان غائبا عن صنعاء، لأن الأسود الكذاب لما غاب على صنعاء فر غالب أهلها منه، و كذلك أخرج عبيد بن محمد الشكوري في تاريخه، من طريق هشام بن يوسف، عن عمر بن نعيم:
سمعت النعمان بن بزرج، و كان عاش ثلاثين في الجاهلية، و مائة سنة في الإسلام. و ذكر أيضا أن النعمان وفد على معاوية، فسأله أن يولي الضحاك بن فيروز الإمارة.
و قال أبو بكر بن البرقيّ في تاريخه: مات النعمان بن بزرج في خلافة عبد الملك بن مروان.