اسم الکتاب : الإصابة في تمييز الصحابة المؤلف : العسقلاني، ابن حجر الجزء : 6 صفحة : 371
لم يذكر ابن الكلبيّ و لا أبو عبيدة في نسبه زهيرا، و هو كما قاله.
و حكى المرزبانيّ في نسبه بعد الحارث قولا آخر. قال: ابن عديّ بن عبد مناف حذف وائلا و قيسا، و أبدل عوفا بعديّ.
و قال محمّد بن سلام الجمحيّ: ذكر خلّاد بن فروة، عن أبيه، و الجريريّ، عن أبي العلاء، قال: كنا بالمربد فأتى أعرابيّ و معه قطعة أديم، فقال: انظروا ما فيها ... الحديث، و فيه: فسألناه عنه، فقيل هذا النمر بن تولب.
أخرجه ابن قانع و الطّبرانيّ عن أبي خليفة، عنه. و هذا الحديث عند أحمد و أبي داود و النسائيّ من طريق الجريريّ، عن أبي العلاء، عن رجل، عن موسى. و في الطّبرانيّ من طريق عوف عن يزيد بن الشّخّير: حدّثنا رجل من عكل.
و قال المرزبانيّ: كان شاعرا فصيحا، وفد على النّبي (صلّى اللَّه عليه و آله و سلم)، و كتب له النبيّ (صلّى اللَّه عليه و آله و سلم) كتابا، و نزل البصرة بعد ذلك. و كان أبو عمرو بن العلاء يسميه الكيّس لجودة شعره، و كثرة أمثاله، و كان جوادا، و عمّر طويلا حتى أنكر عقله، فيقال: إنه عمر مائتي سنة. و هو القائل:
يحبّ الفتى طول السّلامة جاهدا* * * فكيف يرى طول السّلامة يفعل
[الطويل] و فرّق ابن حزم في الجمهرة بين النمر بن تولب بن أقيش العكلي، فساق نسبه، و أثبت صحبته، و بين النمر بن تولد الشّاعر، فنسبه في النمر بن قاسط، و قال: إنه الّذي عاش حتى خوف، و يؤيده أن ابن قتيبة حكى أن النّمر بن تولب الشاعر لما خرف كان هجّيراه: أقروا الضيف، أصبحوا الراكب، انحروا، و إن عمر بن الخطّاب ذكره بذلك فترحّم عليه، فدلّ ذلك على أن الّذي تأخر إلى أن لقيه أبو العلاء و من في طبقته غيره، و جرى المزي في الأطراف على ما عليه الأكثر، فترجم النمر بن تولب الشّاعر، ثم قال: يأتي في المبهمات في ترجمة يزيد بن عبد اللَّه بن الشخّير. و ذكر ابن قتيبة أيضا أنّ النّمر بن تولب الشّاعر كان له ابن يسمّى ربيعة، هاجر إلى الكوفة، يعني في عهد عمر، و من شعر النمر بن تولب الدال على صحبته:
يا قوم إنّي رجل عندي خبر* * * للَّه من آياته هذا القمر