اسم الکتاب : الإصابة في تمييز الصحابة المؤلف : العسقلاني، ابن حجر الجزء : 6 صفحة : 248
له إدراك. هو أول من جعل سهم البراذين دون سهم العراب، فبلغ عمر فأعجبه، و قال: فضلت الوداعي أمه. ذكر ذلك الشافعيّ في الأمّ، عن ابن عيينة، عن الأسود بن قيس، عن علي بن الأرقم، قال: أغارت الخيل بالشام فأدركت الخيل من يومها، و أدركت البراذين ضحى، و كان على الخيل يومئذ المنذر بن أبي قبيصة الهمدانيّ، ففضل الخيل، و قال: لا أجعل من أدرك كمن لم يدرك. فبلغ ذلك عمر، فقال: فضلت الوداعي أمه، لقد أذكرت به، امضوها على ما قال.
قال الشافعيّ: لو كنا نثبت مثل هذا ما خالفناه، يعني أن سنده منقطع.
و ذكر هذه القصة أبو بكر بن دريد في كتاب الخيل له، و زاد: لقد أذكرني أمرا كنت أنسيته.
و ذكر ابن الكلبيّ هذه القصة بعد أن نسبه، فقال ابن أبي حميضة بن عمرو بن الدّهن بن صخر بن معاوية بن مر بن الحارث بن سعد بن عبد اللَّه بن وداعة، ثم ذكر أنه أوّل من أسهم للفرس سهمين، و للبرذون سهما، فقال عمر: ويل الوداعي! لقد أذكرت به أمه، و أدار ما صنع.
قلت: و قد تقدم أنهم كانوا لا يؤمّرون في الفتوح إلا الصحابة، و هذا يحتمل أن يدخل في ذلك.