اسم الکتاب : الإصابة في تمييز الصحابة المؤلف : العسقلاني، ابن حجر الجزء : 6 صفحة : 158
عمر المغيرة على البحرين، فكرهوه و شكوا منه، فعزله فخافوا أن يعيده عليهم، فجمعوا مائة ألف، فأحضرها الدّهقان إلى عمر، فقال: إن المغيرة اختان هذه فأودعها عندي، فدعاه فسأله، فقال: كذب، إنما كانت مائتي ألف، فقال: و ما حملك على ذلك؟ قال: كثرة العيال. فسقط في يد الدهقان، فحلف و أكّد الأيمان أنه لم يودع عنده قليلا و لا كثيرا. فقال عمر للمغيرة: ما حملك على هذا؟ قال: إنه افترى عليّ، فأردت أن أخزيه.
و أخرج ابن شاهين، من طريق كثير بن زيد، عن المطّلب- هو ابن حنطب، عن المغيرة، قال: كنت آتي فأجلس على باب عمر أنتظر الإذن على عمر، فقلت ليرفأ حاجب عمر: خذ هذه العمامة فألبسها، فإن عندي أختها، فكان يأذن لي أن أقعد من داخل الباب، فمن رآني قال: إنه ليدخل على عمر في ساعة لا يدخل غيره.
و قال ابن سعد: كان رجلا طوالا مصاب العين، أصيبت عينه باليرموك، أصهب الشّعر، أقلص الشّفتين، ضخم الهامة، عبل الذراعين، عريض المنكبين، و كان يقال له مغيرة الرأي.
و قال البخاريّ في التاريخ: قال أبو نعيم، عن زكريّا، عن الشّعبي: انكسفت الشمس في زمن المغيرة بن شعبة يوم الأربعاء في رجب سنة تسع و خمسين، فقام المغيرة و أنا شاهد ... فذكر القصّة. كذا قال: و الصّواب سنة تسع و أربعين.
قال أبو عمر: ولد قبل الهجرة. و قيل: ولد بعدها بأربع سنين.
و ذكره ابن شاهين في الصّحابة، و
أخرج من طريق علي بن عيسى الهاشمي، عن سليمان بن نوفل، عن عبد الملك بن نوفل، بن المغيرة بن نوفل، عن أبيه، عن جدّه المغيرة، قال: قال رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و آله و سلم): «من لم يحمد عدلا و لم يذمّ جورا فقد بارز اللَّه بالمحاربة».
و قال ابن شاهين: غريب، و لا أعلم للمغيرة غيره. و جزم أبو أحمد العسكريّ بأن هذا
[1] الطبقات الكبرى 5/ 22، طبقات خليفة 231، المعرفة و التاريخ 1/ 315، التاريخ الكبير 7/ 318، المعارف 127، السير و المغازي 246، أنساب الأشراف 1/ 400، الجرح و التعديل 8/ 231، مروج الذهب 1732، البدء و التاريخ 5/ 21، معجم الشعراء للمرزباني 369، المعجم الكبير 20/ 366، جمهرة أنساب العرب 16، تاريخ الإسلام 44، جامع التحصيل 351، أسد الغابة ت (5072، الاستيعاب ت (2513).
اسم الکتاب : الإصابة في تمييز الصحابة المؤلف : العسقلاني، ابن حجر الجزء : 6 صفحة : 158