اسم الکتاب : الإصابة في تمييز الصحابة المؤلف : العسقلاني، ابن حجر الجزء : 4 صفحة : 95
و مقيس بن صبابة، و ابن أبي سرح ... فذكر الحديث، قال: فأما عبد اللَّه فاختبأ عند عثمان، فجاء به حتى أوقفه على النبيّ (صلى اللَّه عليه و سلّم)، و هو يبايع الناس، فقال: يا رسول اللَّه، بايع عبد اللَّه، فبايعه بعد ثلاث، ثم أقبل على أصحابه فقال: «ما كان فيكم رجل رشيد يقوم إلى هذا حين[1]رآني كففت يدي عن مبايعته فيقتله».
و من طريق يزيد [2] النحويّ، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: كان عبد اللَّه بن سعد بن أبي سرح يكتب للنّبيّ (صلى اللَّه عليه و سلّم)، فأزلّه الشيطان فلحق بالكفار، فأمر به رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و آله و سلم) أن يقتل- يعني يوم الفتح، فاستجار له عثمان، فأجاره النبيّ (صلى اللَّه عليه و سلّم).
و أخرجه أبو داود. و روى ابن سعد من طريق ابن المسيّب، قال: كان رجل من الأنصار نذر إن رأى ابن أبي سرح أن يقتله، فذكر نحوا من حديث مصعب بن سعد عن أبيه.
و روى الدّار الدّارقطنيّ، من حديث سعيد بن يربوع المخزومي نحو ذلك، من طريق الحكم بن عبد الملك، عن قتادة، عن أنس بمعناه.
أوردها ابن عساكر من حديث [3] عفان أيضا، و أفاد سبط ابن الجوزي في مرآة الزمان أنّ الأنصاريّ الّذي قال: هلا أومأت إلينا هو عباد بن بشر، قال: و قيل إن الّذي قال ذلك هو عمر.
و قال ابن يونس: شهد فتح مصر، و اختط بها، و كان صاحب الميمنة في الحرب مع عمرو بن العاص في فتح مصر، و له مواقف محمودة في الفتوح، و أمّره عثمان على مصر، و لما وقعت الفتنة سكن عسقلان، و لم يبايع لأحد، و مات بها سنة ست و ثلاثين، و قيل: كان قد سار من مصر إلى عثمان، و استخلف السائب بن هشام بن عمير [4]، فبلغه قتله، فرجع فغلب على مصر محمد بن أبي حذيفة فمنعه من دخولها، فمضى إلى عسقلان، و قيل: إلى الرّملة، و قيل: بل شهد صفين، و عاش إلى سنة سبع [5] و خمسين. و ذكره ابن مندة.
قال البغويّ: له عن النبيّ (صلى اللَّه عليه و سلّم) حديث واحد و حرفه [6]، و وقع لنا بعلو في المعرفة لابن مندة.
و ذكره ابن سعد في تسمية من نزل مصر من الصحابة، و هو الّذي افتتح إفريقية زمن عثمان، و ولى مصر بعد ذلك، و كانت ولايته مصر سنة خمس و عشرين، و كان فتح إفريقية