اسم الکتاب : الإصابة في تمييز الصحابة المؤلف : العسقلاني، ابن حجر الجزء : 4 صفحة : 81
الذين ولدوا في الإسلام حتى ترعرعوا [1]، فوقفوا بين يديه، فبايعهم و جلس لهم، فجمع منهم ابن الزبير.
و أخرج البخاريّ في ترجمة عبد اللَّه بن معاوية، عن عاصم بن الزبير أنه روى عن هشام بن عروة، عن أبيه أن الزبير قال لابنه عبد اللَّه: أنت أشبه الناس بأبي بكر.
و أخرج أبو يعلى و البيهقيّ في «الدّلائل»، من طريق هنيد بن القاسم: سمعت عامر بن عبد اللَّه بن الزبير أن أباه حدثه أنه أتى النبيّ (صلى اللَّه عليه و سلّم) و هو يحتجم، فلما فرغ قال: «يا عبد اللَّه، اذهب بهذا الدّم فأهرقه حيث لا يراك أحد». فلمّا برز عن رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و آله و سلم) عمد إلى الدم فشربه، فلما رجع قال: «يا عبد اللَّه، ما صنعت [بالدّم][2]قال: جعلته في أخفى مكان علمت أنه يخفى على الناس. قال: «لعلّك شربته»! قال: نعم. قال: «و لم شربت الدم؟» «ويل للنّاس منك! و ويل لك من النّاس!».
قال [أبو] [3] موسى: قال أبو عاصم: فكانوا يرون أن القوة التي به من ذلك الدم.
و له شاهد من طريق كيسان مولى ابن الزّبير، عن سلمان الفارسيّ، رويناه في جزء الغطريف، و زاد في آخره: لا تمسّك النار إلا تحلّة القسم.
و أخرج عن أسماء بنت أبي بكر في معجم البغوي، و في البخاري عن ابن عباس أنه وصف ابن الزّبير فقال: عفيف الإسلام، قارئ القرآن، أبوه حواريّ رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و آله و سلم)، و أمّه بنت الصديق، و جدّته صفية عمة رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و آله و سلم)، و عمة أبيه خديجة بنت خويلد.
و قال ابن أبي خيثمة: حدّثنا أحمد بن يونس، حدثنا الزنجي بن خالد، عن عمرو بن دينار، قال: ما رأيت مصلّيا أحسن صلاة من ابن الزّبير.
و أخرج أبو نعيم بسند صحيح، عن مجاهد: كان ابن الزبير إذا قام للصلاة كأنه عمود.
و قال ابن سعد: حدثنا روح، حدثنا حسين الشهيد، عن ابن أبي مليكة: كان ابن الزبير يواصل سبعة أيام، ثم يصبح اليوم الثامن و هو إلينا.
و أخرج البغويّ، من طريق ميمون بن مهران: رأيت ابن الزبير واصل [4] من الجمعة إلى الجمعة.