اسم الکتاب : الإصابة في تمييز الصحابة المؤلف : العسقلاني، ابن حجر الجزء : 4 صفحة : 74
عليه، و إن لم يكن حضر أجله فاشفه» فوجد خفة. فقال: يا رسول اللَّه، أمي تقول وا جبلاه! وا ظهراه! و ملك قد رفع مرزبة من حديد يقول: أنت كذا هو. قلت: نعم، فقمعني بها.
و في «الزّهد» لعبد اللَّه بن المبارك بسند صحيح عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال:
تزوج رجل امرأة عبد اللَّه بن رواحة، فسألها عن صنيعه، فقالت: كان إذا أراد أن يخرج من بيته صلى ركعتين، و إذا دخل بيته صلى ركعتين، لا يدع ذلك، قالوا: و كان عبد اللَّه أول خارج إلى الغزو، و آخر قافل.
و قال ابن إسحاق: حدّثني عبد اللَّه بن أبي بكر بن حزم، و قال: كان زيد بن أرقم يتيما في حجر عبد اللَّه بن رواحة، فخرج معه إلى سرية مؤتة فسمعه في الليل يقول:
إذا أدنيتني و حملت رحلي* * * مسيرة أربع بعد الحساء
فشأنك فانعمي و خلاك ذمّ* * * و لا أرجع إلى أهلي ورائي
و جاء المؤمنون و خلّفوني* * * بأرض الشّام مشهور الثّواء [1]
[الوافر] فبكى زيد فخفقه بالدرة، فقال: ما عليك يا لكع أن يرزقني اللَّه الشهادة و ترجع بين شعبتي الرحل ... فذكر القصة في صفة قتله في غزوة مؤتة بعد أن قتل جعفر و قبله زيد بن حارثة.
و قال ابن سعد: أنبأنا [2] يزيد بن هارون، أنبأنا حماد، عن هشام، عن أبيه: لما نزلت: وَ الشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ [الشعراء: 224] قال عبد اللَّه بن رواحة: قد علم اللَّه أني منهم، فأنزل اللَّه: إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ ... [الشعراء: 227] الآية.
و قال ابن سعد: حدثنا عبيد اللَّه بن موسى، حدثنا عمر بن أبي زائدة، عن مدرك بن عمارة، قال: قال عبد اللَّه بن رواحة: مررت في مسجد الرسول و رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلّم) جالس، و عنده أناس من الصحابة في ناحية منه، فلما رأوني قالوا: يا عبد اللَّه بن رواحة، فجئت، فقال: «اجلس ها هنا، فجلست بين يديه»، فقال: «كيف تقول الشّعر؟» قلت: انظر في ذلك، ثم أقول. قال: «فعليك بالمشركين». و لم أكن هيّأت شيئا، فنظرت ثم أنشدته فذكر الأبيات، فيها:
[1] انظر الأبيات في أسد الغابة ت (4694)، سيرة ابن هشام 1/ 443.