اسم الکتاب : الإصابة في تمييز الصحابة المؤلف : العسقلاني، ابن حجر الجزء : 4 صفحة : 6
و أشار إليه ابن أبي حاتم بقوله: روى عن النبي (صلى اللَّه عليه و سلّم).
روى عنه أبو كثير، و أخرج البغويّ طرفا منه، و لفظه: أسرى بي في قفص لؤلؤ فراشه من ذهب، و لم يذكر قصة [1] علي معه، لكن وقع عنده عن عبد اللَّه بن سعد بن زرارة، و بهذا قال أولا إنه خطأ.
و أسعد بن زرارة مات في عهد النبي (صلى اللَّه عليه و سلّم) فلا يبعد الصحبة لابنه. و أما قول ابن سعد:
إنه لا عقب له إلا من البنات فلا يمنع أن خلف [2] ولدا ذكرا و يموت ولده عن غير ذكر فينقرض عقبه من الذكور [3].
و سيأتي ذكر عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة، و ما في اسم أبيه من الاختلاف.
و قد ذكر الخطيب الاختلاف في سند هذا الحديث في الموضح، قال الخطيب [4]:
هكذا رواه أحمد بن المفضل، و يحيى بن أبي بكر الكرماني، عن جعفر الأحمر، و خالفهما نصر بن مزاحم، عن جعفر، فزاد في السند عن أبيه، فصار من مسند أسعد بن زرارة.
و خالف جعفر المثنى بن القاسم، فقال: عن هلال، عن أبي كثير الأنصاري، عن عبد اللَّه بن أسعد بن زرارة، عن أنس، عن أبي أمامة- رفعه.
و قيل: عن المثنى [5]، عن هلال، كرواية نصر بن مزاحم. و رواه أبو معشر الدارميّ عن عمرو بن الحصين، عن يحيى بن العلاء، عن حماد بن هلال، عن محمد بن أسعد بن زرارة، عن أبيه، عن جده.
و قال محمد بن أيوب بن الضّريس، عن عمرو بن الحصين بهذا السند مثل رواية نصر ابن مزاحم. انتهى كلام الخطيب ملخصا.
و يمكن الجمع بأن يكون عبد اللَّه بن أسعد ليس ولدا لأسعد لصلبه، بل هو ابن ابنه، و لعل أباه هو محمد، فيوافق رواية نصر، و هذه الرواية الأخيرة، و يكون قوله: رواية المثنى بن القاسم عن أنس تصحيفا، و إنما هي عن أبيه. و أما أبو أمامة فهو أسعد بن زرارة، هكذا كان يكنى. و اللَّه أعلم.
و معظم الرواة في هذه الأسانيد ضعفاء، و المتن منكر جدا. و اللَّه أعلم.