اسم الکتاب : الإصابة في تمييز الصحابة المؤلف : العسقلاني، ابن حجر الجزء : 4 صفحة : 599
ذكره ابن السّكن في الصحابة، و قال: هو البصير الّذي كان رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلّم) يزوره في بني واقف، و لم يشهد بدرا لضرارته.
و قال ابن إسحاق: كان أول من أسلم من بني خطمة، و هو الّذي قتل عصماء بنت مروان، و هي من بني أمية بن زيد كانت تعيب الإسلام و أهله، فقتلها عمير بن عدي، و من يومئذ عزّ الإسلام و أهله بالمدينة.
قال الواقديّ، بسند له: كانت عصماء تحرّض على المسلمين و تؤذيهم، فلما قتلها عمير قال النبيّ (صلى اللَّه عليه و سلّم): «لا ينتطح فيها عنزان»[1]، فكان أول من قالها فسار بها المثل، و كان ذلك لخمس بقين من رمضان من السنة الثانية.
و أخرجه ابن السّكن من طريق الواقديّ، عن عبد اللَّه بن الحارث بن فضيل، عن أبيه.
و كذلك أبو أحمد العسكري في الأمثال.
و روينا الحديث الّذي أشار إليه ابن السكن في مسند الهيثم بن كليب الشاشي، أخرجه من طريق حسين بن علي الجعفي، عن ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن جابر، قال: قال رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلّم): «انطلقوا بنا إلى البصير الّذي في بني واقف نعوده»[2]و كان رجلا أعمى ...
الحديث.
قال ابن السّكن: لم يروه عن ابن عيينة إلا الجعفي، و كأنه أراد السند المذكور، و إلا فقد أخرجه أبو العباس السراج في تاريخه، عن محمد بن يونس الجمال عن ابن عيينة، عن عمرو بن دينار بسند آخر، فقال: عن نافع بن جبير بن مطعم، عن أبيه.
و أخرجه أبو نعيم، من طريقه، و قال: لم يقل فيه عن أبيه إلا الجمال، و أرسله غيره من أصحاب ابن عيينة.
و أخرجه البغويّ، عن سريج بن يونس، و محمد بن عباد، و غيرهما، عن ابن عيينة، عن عمرو، عن محمد بن جبير- مرسلا. و قال البخاريّ في الصحابة، عمير بن عدي الأعمى قارئ بني خطمة و إمامهم، قاله الليث عن هشام- يعني ابن عروة- عن أبيه، عن ابن لعمير.
و قال عبدة بن سليمان، عن هشام، عن أبيه، عن ابن لعمير عن أبيه. و قال أبو
[1] أي لا يلتقي فيها اثنان ضعيفان، لأن النطاح من شأن التيوس و الكباش لا العنوز، و هو إشارة إلى قضية مخصوصة لا يجري فيها خلف و نزاع. النهاية 5/ 74.
[2] أخرجه البيهقي في السنن الكبرى 10/ 200، و أبو بكر الخطيب في تاريخ البغدادي 7/ 431، و ابن حجر في فتح الباري 11/ 286.
اسم الکتاب : الإصابة في تمييز الصحابة المؤلف : العسقلاني، ابن حجر الجزء : 4 صفحة : 599