[الرجز] فكان أول قتيل [قتل] [2] في سبيل اللَّه في الحرب.
و قد وقعت لي هذه القصة موصولة بسند عال: قرأت على أبي إسحاق التّنوخي، و أبي بكر بن عمر الفرضيّ، و غيرهما، عن أحمد بن أبي طالب سماعا، أنبأنا ابن الليثي، أنبأنا أبو الوقت، أنبأنا ابن المظفر، أنبأنا ابن حمويه، أنبأنا إبراهيم بن خزيمة، أنبأنا عبد بن حميد، حدثنا هشام بن القاسم، حدثنا سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن أنس، قال: قال رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلّم): «قوموا إلى جنّة عرضها السّماوات و الأرض». فقال عمير بن الحمام الأنصاري: يا رسول اللَّه، جنة عرضها السموات و الأرض؟ قال: «نعم». قال: بخ بخ! قال: «ما يحملك على قول بخ بخ»؟ قال: رجاء أن أكون من أهلها. قال: «فإنّك من أهلها»،
فأخرج ثمرات من قرنه، فجعل يأكل منها، ثم قال: لئن أنا حييت حتى آكل تمرا، إنها لحياة طويلة، قال:
فرمى بما كان معه من التمر ثم قاتلهم حتى قتل [3]. أخرجه مسلم عن عبد بن حميد فوافقناه فيه بعلوّ و درجتين.
و أخرج سعيد بن يعقوب في الصحابة، من طريق حماد، عن ثابت البناني، قال: قتل عمير بن الحمام خالد بن الأعلم يوم بدر.
و وقع لعبد الغني بن سعيد الحافظ في المبهمات و هم، و ذلك في حديث جابر، قال رجل: يا رسول اللَّه، إن قتلت أين أنا؟ قال: «في الجنّة».
فألقى تمرات كنّ في يده فقاتل حتى قتل.
قال عبد الغنيّ: هذا الرجل هو عمير بن الحمام، كذا قال: و عمير بن الحمام اتفقوا على أنه استشهد ببدر، فكيف يبقى إلى يوم أحد؟
[3] أخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1510 عن أنس بن مالك كتاب الإمارة (33) باب ثبوت الجنة للشهيد (41) حديث رقم (145/ 1901). و أحمد في المسند 3/ 136، و البيهقي في السنن الكبرى 9/ 43، 99، و الحاكم في المستدرك 3/ 426، و البيهقي في دلائل النبوة 3/ 69.
اسم الکتاب : الإصابة في تمييز الصحابة المؤلف : العسقلاني، ابن حجر الجزء : 4 صفحة : 594