اسم الکتاب : الإصابة في تمييز الصحابة المؤلف : العسقلاني، ابن حجر الجزء : 4 صفحة : 578
قال: شهدت خطبة النبيّ (صلى اللَّه عليه و سلّم) بمنى، و كان فيما خطب به أن قال: «لا يحلّ لامرئ من مال أخيه إلّا ما طابت به نفسه»[1].
فقلت: يا رسول اللَّه، أ رأيت لو لقيت غنم ابن عمي فاجتزرت منها شاة هل عليّ في ذلك شيء؟ قال: «إن لقيتها تحمل شفرة و زنادا فلا تهجها».
قال الطّبرانيّ: لا يروى عن ابن يثربي إلا بهذا الإسناد. تفرد به عبد الملك.
و أورد الخطيب في «المؤتلف» حديثا من طريق محارب بن دثار، عن عمرو بن يثربي الضمريّ، عن العباس بن عبد المطلب، قال: رأيت النبيّ (صلى اللَّه عليه و سلّم) يناغي القمر و يشير إليه بإصبعه، فسألته بعد أن أسلمت، فقال: «كان يلهيني عن البكاء، و كنت أسمع وجيبه[2]حين يسجد تحت العرش».
و سند هذا الحديث واه جدّا.
و قال ابن عبد البرّ: عمرو بن يثربي ضمري، كان يسكن خبت الجميش، بفتح الجيم وزن عظيم، من سيف البحر. أسلم عام الفتح، و صحب النبيّ (صلى اللَّه عليه و سلّم)، و استقضاه عثمان على البصرة.
و قال ابن الأثير: استقضاه عمر، و قيل عثمان.
قلت: عمرو بن يثربي قاضي البصرة آخر غير هذا، يظهر ذلك من اختلاف نسبهما، فإن الصحابي ضمري، و القاضي ضبّيّ، و سأوضّح ذلك في ترجمته في القسم الثالث إن شاء اللَّه تعالى.