اسم الکتاب : الإصابة في تمييز الصحابة المؤلف : العسقلاني، ابن حجر الجزء : 4 صفحة : 560
فطعنه ربيعة في عضده فاختلها، فقال المحرش، [قال رؤاس] [1]، فقال ربيعة: و ما رؤاس أجبل [2] أم أناس؟ فعطف عمرو على ربيعة ثم أسقط في يده، فقال: قتلت مسلما، فأتى النبيّ (صلى اللَّه عليه و سلّم) و قد غلّ يديه لما أحدث، فسمع صبيانا يقولون: لئن أتانا مغلولة يده لأضربنّ ما فوق الغلّ، فأتاه من بين يديه، فقال: يا رسول اللَّه، ارض عني، فأعرض عنه، فأتاه من خلفه، فقال له مثل ذلك، ثم أتاه عن يمينه و عن شماله مثل ذلك، ثم أتاه من بين يديه، فقال: يا رسول اللَّه، ارض عني، فو اللَّه إنّ الرب ليترضى فيرضى. قال: فلان له و قال قد رضينا عنك. و قال البخاري: قال لي.
و قال البغويّ: حدثنا عثمان بن أبي شيبة. و قال الطبراني: حدثنا عبد اللَّه بن أحمد، حدثنا عثمان. و أخرجه أبو نعيم من طريق محمد بن عثمان بن أبي شيبة، عن أبيه، حدثنا وكيع، عن أبيه، عن شيخ يقال له طارق بن عمرو بن مالك الرؤاسي، قال: أتيت النبيّ (صلى اللَّه عليه و سلّم) فقلت: يا رسول اللَّه، ارض عني، فأعرض ثلاثا، فقلت: يا رسول اللَّه، و اللَّه إن الرب ليترضى فيرضى فارض عني، قال: فرضي عني.
و أخرجه البزّار في مسندة، عن إبراهيم بن زياد الصائغ، عن وكيع هكذا، و قال: لا يعلم روى عمرو بن مالك إلا هذا الحديث. قال أبو موسى: رواه غير واحد هكذا عن وكيع، و خالفهم سفيان بن وكيع فرواه عن أبيه عن جده عن طارق، عن عمرو بن مالك عن أبيه.
قلت: سفيان بن وكيع ضعيف في أبيه و غيره، و قد خبط في السّند فزاد فيه عن جدّه، و زاد بعده عن أبيه، و رواية عبد الرحيم بن مطرف، و هو من الثقات، تشهد لرواية عثمان ابن أبي شيبة، و هو من الحفاظ.
ذكره أبو نعيم في «الصحابة»، و أخرج من طريق الوليد بن مسلم عن ابن لهيعة، عن أبي النضر مولى ابن معمر، عن عمرو بن مالك الأشجعي، قال: قلت: يا رسول اللَّه، أوصني، فإنّي أتخوّف ألّا أراك بعد يومي هذا، قال: «عليك بجبل الحمى». قلت: و ما جبل الحمى؟ قال: «أرض المحشر. و إيّاك و سريّة النّقل[4]، فإنّهم إنّ لقوا فرّوا، و إن غنموا غلّوا».