اسم الکتاب : الإصابة في تمييز الصحابة المؤلف : العسقلاني، ابن حجر الجزء : 4 صفحة : 547
و لا تنفع يعبدون الحجارة، فلقيت رجلا من أهل الكتاب، فسألته عن أفضل الدين، فقال:
يخرج رجل من مكة، و يرغب عن آلهة قومه، و يدعو إلى غيرها، و هو يأتي بأفضل الدين، فإذا سمعت به فاتبعه، فلم يكن لي همّه إلا مكة أسأل هل حدث فيها أمر؟ إلى أن لقيت راكبا فسألته، فقال: يرغب عن آلهة قومه ... فذكر نحو ما تقدم أولا.
و أخرج أبو نعيم من طريق حصين بن عبد الرحمن، عن [عبد الرحمن بن] [1] عمران بن الحارث، عن مولى لكعب. قال: انطلقنا مع المقداد بن الأسود، و عمرو بن عبسة، و شافع بن حبيب الهذلي، فخرج عمرو بن عبسة يوما للرعية، فانطلقت نصف النهار- يعني لأراه، فإذا سحابة قد أظلّته، ما فيها عنه مفصل، فأيقظته، فقال: إن هذا شيء إن علمت أنك أخبرت به أحدا لا يكون بيني و بينك خير. قال: فو اللَّه ما أخبرت به حتى مات.
و قال الحاكم أبو أحمد: قد سكن عمرو بن عبسة الشام، و يقال: إنه مات بحمص.
قلت: و أظنه مات في أواخر خلافة عثمان، فإنني لم أر له ذكرا في الفتنة، و لا في خلافة معاوية.
قال البخاريّ: رأى النبيّ (صلى اللَّه عليه و سلّم)، و لا يصح حديثه، و تبعه أبو عليّ بن السكن، و حكاه [3] ابن عديّ و قال ابن خزيمة: لا أدري هو من أهل المدينة أم لا؟.
أخرجه أحمد، و البغويّ، و الطّحاويّ، و الطّبريّ، و ابن السّكن، و الباورديّ، و ابن مندة بعلوّ [4]، كلّهم من طريق الحسن بن عبد اللَّه [5] أنّ عمرو بن عبيد اللَّه الحضرميّ صاحب النبيّ (صلى اللَّه عليه و سلّم) أكل كتفا، ثم قام فتمضمض و صلّى و لم يتوضأ.
و وقع في الاستيعاب عمرو بن عبد اللَّه الأنصاري، فذكر الحديث و قال: لا أعرفه بغير هذا. و فيه نظر، ضعّف [6] البخاري إسناده، فخالف في اسم أبيه، فقال: عبد اللَّه مكبرا، و في نسبه [يقال الأنصاري، فاستدرك ابن فتحون عمرو بن عبيد [7] اللَّه الحضرميّ، و أظنه غير