اسم الکتاب : الإصابة في تمييز الصحابة المؤلف : العسقلاني، ابن حجر الجزء : 4 صفحة : 525
و ذكر ابن مندة، عن ابن القدّاح بغير إسناد.
و أخرج ابن السكن، و أبو نعيم من طريق داود بن الحصين، عن واقد بن عمرو بن سعد بن معاذ، عن أبيه، قال: لبس رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و آله و سلم) قباء مزرّرا بالديباج، فجعل الناس ينظرون إليه، فقال: «مناديل سعد في الجنّة أفضل من هذا»
و سعد مات بعد أن حكم في بني قريظة سنة أربع أو خمس قبل موت النبيّ (صلى اللَّه عليه و سلّم) بخمس سنين أو ستّ، و مهما كان من عمرو [2] عند موت أبيه فهو زيادة على ذلك، فذلك ذكرته في هذا القسم. [و اللَّه أعلم].
5858- عمرو بن سعد:
أو سعيد، أبو كبشة الأنصاري. في الكنى.
5859- عمرو بن سعد:
يقال هو اسم أبي سعد الخير الآتي في الكنى، و يقال اسمه عامر بن مسعود. و قد خبط فيه ابن الأثير كما ذكرته في القسم الأخير.
ذكره الطّبريّ، و البغويّ، و ابن شاهين، و غيرهم في الصحابة، و هو الّذي نزل من حصن بني قريظة في الليلة التي فتح حصنهم، فلم يدر أين ذهب.
و قال الواقديّ: حدثنا الضحاك بن عثمان، و محمد [4] بن يحيى بن حبّان، قال: قال عمرو بن سعدى: يا معشر يهود، إنكم قد حالفتم محمدا على ما حالفتموه عليه على ألا تنصروا عليه أحدا، و أن تنصروه ممّن دهمه، فنقضتم، و لم أدخل فيه، و لم أشرككم، في غدركم ... فذكر القصة إلى أن قال: فإنّي بريء منكم.
و خرج في تلك الليلة فمرّ بحرس النبيّ (صلى اللَّه عليه و سلّم) محمد بن مسلمة [5]، فقال محمد: من هذا، فانتسب له، فقال: محمد بن مسلمة [6]، اللَّهمّ لا تحرمني [من عوارف] [7] الكرام، فخلّى سبيله، فخرج حتى أتى مسجد النبيّ (صلى اللَّه عليه و سلّم) فبات فيه، و أسلم. فلما أصبح غدا فلم يدر أين سلك حتى الساعة،
فأخبر به النبيّ (صلى اللَّه عليه و سلّم) فقال: «ذاك رجل نجّاه اللَّه بصدقة».
و ذكر الطّبرانيّ أنه أوثق فيمن أوثق من بني قريظة، فأصبحت رمّته بمكانها، و لم يوجد له أثر بعد.