اسم الکتاب : الإصابة في تمييز الصحابة المؤلف : العسقلاني، ابن حجر الجزء : 4 صفحة : 521
5851- عمرو بن سالم:
بن حصين بن سالم بن كلثوم الخزاعي من مليح، بالتصغير، و آخره حاء مهملة- ابن عمرو بن ربيعة بن كعب بن عمرو بن يحيى بن خزاعة.
قال محمّد بن إسحاق في «المغازي»: حدثني الزّهريّ، عن عروة بن الزّبير، عن مروان بن الحكم و المسور بن مخرمة- أنهما حدّثاه جميعا أنّ عمرو بن سالم الخزاعي ركب إلى رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و آله و سلم) لما كان من أمر خزاعة و بني بكر بالوتير [1]، حتى قدم المدينة يخبره الخبر، فأنشده:
اللَّهمّ إنّي ناشد محمّدا* * * حلف أبينا و أبيه الأتلدا
كنت لنا أبا و كنّا ولدا* * * ثمّت أسلمنا فلم ننزع يدا
فانصر رسول اللَّه نصرا أعتدا* * * و أدع عباد اللَّه يأتوا مددا
فيهم رسول اللَّه قد تجرّدا* * * إن سيم خسفا وجهه تربّدا
في فيلق كالبحر يجري زبدا* * * إنّ قريشا أخلفوك الموعدا
و نقضوا ميثاقك المؤكّدا* * * هم بيّتونا بالوتير هجّدا [2]
و قتلونا ركّعا و سجّدا
[الرجز] و هي أطول من هذا،
فقال رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و آله و سلم): نصرت يا عمرو بن سالم.
فذكر القصة في فتح مكة.
و أخرج سعيد بن يعقوب في الصحابة من طريق حزام، بكسر المهملة و زاي، ابن هشام، عن عمرو بن سالم، قال: قلت: يا رسول اللَّه، إنّ أنس بن زنيم قد هجاك، فأهدر النبيّ (صلى اللَّه عليه و سلّم) دمه.
و قد تقدمت الإشارة إلى ذاك في ترجمة أسيد بن أبي إياس بن زنيم.
و قد رويت هذه الأبيات لعمرو بن كلثوم الخزاعي، كما أخرجه ابن مندة، من طريق إسماعيل بن سليمان بن عقيل بن وهب بن سلمة الخزاعي: حدثني، أبي عن أبيه، عن عمرو بن كلثوم الخزاعي، قال: جئت بسرح مستنصرا من مكة إلى المدينة، حتى أدركنا رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و آله و سلم)، فأنشأ يقول ... فذكر هذه الأبيات.
و يحتمل أن يكون نسب في هذه الرواية إلى جدّ جده.
[1] الوتير: بالفتح ثم الكسر و ياء وراء: اسم ماء بأسفل مكة لخزاعة و ربما قاله بعض المحدثين- بالنون و قيل: هو ما بين عرفة إلى أدام. انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1426.