اسم الکتاب : الإصابة في تمييز الصحابة المؤلف : العسقلاني، ابن حجر الجزء : 4 صفحة : 52
و قد أخرجه البرقاني من طريق سفيان، عن سالم أبي [1]النضر، و عبد اللَّه بن أبي بكر، عن سليمان بن يسار- أن النبيّ (صلى اللَّه عليه و سلّم) أمر ابن حذافة.
قلت:
و ذكر ابن عساكر الاختلاف فيه عن الزهري من كتاب حديث الزهري لمحمد بن يحيى الذّهليّ. و ذكره من طريق قرّة عن الزهري، عن مسعود بن الحكم، عن عبد اللَّه بن حذافة، قال:أمرني رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلّم) أن أنادي أهل منى[2]ألا يصوم هذه الأيام أحد.
و من طريق شعيب، عن الزهري، عن مسعود: أخبرني بعض أصحابه أنه رأى ابن حذافة.
و أخرجه من طريق الحارث بن أبي أسامة، عن روح، عن صالح، عن ابن أبي الأخضر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة- أن النبيّ (صلى اللَّه عليه و سلّم) بعث عبد اللَّه بن حذافة.
و أخرجه أبو نعيم في «المعرفة» من طريق سليمان بن أرقم، عن الزهري، عن سعيد، عن عبد اللَّه بن حذافة، و الاحتمال فيه كثير جدا.
و قال البخاريّ في «التاريخ» (يقال له صحبة. و لا) [3]يصح إسناد حديثه.
يقال: مات في خلافة عثمان، حكاه البغويّ. و قال أبو نعيم: توفّي بمصر في خلافة عثمان، و كذلك قال ابن يونس: إنه توفي بمصر و دفن بمقبرتها.
و من مناقب عبد اللَّه بن حذافة ما أخرجه البيهقي من طريق ضرار [4]بن عمرو، عن أبي رافع، قال: وجّه عمر جيشا إلى الروم و فيهم عبد اللَّه بن حذافة فأسروه، فقال له ملك الروم:
تنصّر أشركك في ملكي، فأبى، فأمر به فصلب، و أمر برميه بالسهام، فلم يجزع، فأنزل و أمر بقدر فصبّ فيها الماء و أغلي عليه، [و أمر بإلقاء أسير فيها، فإذا عظامه تلوح] [5]، فأمر بإلقائه إن لم يتنصر، فلما ذهبوا به بكى. قال: ردّوه. فقال: لم بكيت؟ قال: تمنيت أن لي مائة نفس تلقى هكذا في اللَّه، فعجب. فقال [6]: قبّل رأسي و أنا أخلّي عنك. فقال: و عن جميع أسارى المسلمين؟ قال: نعم. فقبّل رأسه، فخلّى بينهم [7]، فقدم بهم على عمر، فقام عمر فقبّل رأسه.