اسم الکتاب : الإصابة في تمييز الصحابة المؤلف : العسقلاني، ابن حجر الجزء : 4 صفحة : 465
غيره: و كان سبب ذلك بغض بني أمية له، فكان كلّ من كان عنده علم من شيء من مناقبه من الصحابة يثبته، و كلما أرادوا إخماده و هدّدوا من حدث بمناقبه لا يزداد إلا انتشارا.
و قد ولد له الرافضة مناقب موضوعة هو غنيّ عنها، و تتبّع النسائي ما خص به من دون الصحابة، فجمع من ذلك شيئا كثيرا بأسانيد أكثرها جياد.
روى عن النبيّ (صلى اللَّه عليه و سلّم) كثيرا.
و روى عنه من الصحابة ولداه: الحسن و الحسين، و ابن مسعود، و أبو موسى، و ابن عبّاس، و أبو رافع، و ابن عمر، و أبو سعيد، و صهيب، و زيد بن أرقم، و جرير، و أبو أمامة، و أبو جحيفة، و البراء بن عازب، و أبو الطّفيل، و آخرون.
و من التابعين من المخضرمين، أو من له رؤية: عبد اللَّه بن شداد بن الهاد، و طارق بن شهاب، و عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، و عبد اللَّه بن الحارث بن نوفل، و مسعود بن الحكم، و مروان بن الحكم، و آخرون.
و من بقية التابعين عدد كثير من أجلّهم أولاده: محمد، و عمر، و العباس.
و كان قد اشتهر بالفروسية و الشجاعة و الإقدام حتى قال فيه أسيد بن أبي إياس بن زنيم الكناني قبل أن يسلم يحرّض عليه قريشا و يعيّرهم به:
في كلّ مجمع غاية أخزاكم* * * جذع أبرّ على المذاكي القرّح
للَّه درّكم أ لمّا تذكروا* * * قد يذكر الحرّ الكريم و يستحي
هذا ابن فاطمة الّذي أفناكم* * * ذبحا بقتلة يعضد لم يذبح
أين الكهول و أين كلّ دعامة* * * في المعضلات و أين زين الأبطح [1]
[الكامل] و كان أحد الشورى الذين نص عليهم عمر، فعرضها عليه عبد الرحمن بن عوف، و شرط عليه شروطا امتنع من بعضها، فعدل عنه إلى عثمان فقبلها، فولاه و سلم عليّ و بايع عثمان، و لم يزل بعد النبيّ (صلى اللَّه عليه و سلّم) متصديا لنصر العلم و الفتيا.
فلما قتل عثمان بايعه الناس، ثم كان من قيام جماعة من الصحابة منهم طلحة و الزبير و عائشة في طلب دم عثمان، فكان من وقعة الجمل ما اشتهر.
ثم قام معاوية في أهل الشام، و كان أميرها لعثمان و لعمر من قبله، فدعا إلى الطلب بدم عثمان، فكان من وقعة صفّين ما كان.
[1] تنظر الأبيات في أسد الغابة في الترجمة رقم «3789».
اسم الکتاب : الإصابة في تمييز الصحابة المؤلف : العسقلاني، ابن حجر الجزء : 4 صفحة : 465