اسم الکتاب : الإصابة في تمييز الصحابة المؤلف : العسقلاني، ابن حجر الجزء : 4 صفحة : 461
و روى ابن عائذ في «المغازي» بسند ضعيف إلى ابن عباس، قال: لما بلغ رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلّم) تبوك بعث منها علقمة بن مجزّز إلى فلسطين.
و ذكر سيف أنه شهد اليرموك، و حضر الجابية، و كان عاملا لعمر على حرب فلسطين.
و قال مصعب الزّبيريّ: كان عمر، أو عثمان، أغزى علقمة هذا في البحر و معه ثلاثمائة فارس.
و ذكر ذلك الطّبريّ عن الواقديّ، قال: و في سنة عشرين بعث عمر علقمة بن مجزّز المدلجي في جيش إلى الحبشة في البحر، فأصيبوا، فجعل عمر على نفسه أن لا يحمل في البحر أحدا.
و ذكر ذلك ابن سعد، عن هشام بن الكلبيّ عن أبيه، و رثاهم جوّاس العذري بقوله:
إنّ السّلام و حسن كلّ تحيّة* * * تغدو على ابن مجزّز و تروح [1]
قال أبو عمر: من أعراب البادية، و له حديث مخرجه عن ولده.
قلت: أخرج حديثه ابن أبي عاصم، و الطّبرانيّ، من طريق عيسى بن الحضرميّ بن كلثوم، عن علقمة بن ناجية عن جده، عن علقمة، قال: بعث إلينا رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلّم) الوليد بن عقبة يصدّق أموالنا، فسار حتى إذا كان قريبا منا رجع فركبنا في أثره، و سقنا طائفة من صدقاتنا، فقدم قبلنا، فقال: يا رسول اللَّه، إني أتيت قوما في جاهليتهم، فمنعوا الصدقة و جدّوا للقتال، فلم يعلم النبيّ (صلى اللَّه عليه و سلّم) ذلك حتى نزلت: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا ... [الحجرات: 6] الآية، و هكذا أخرجه [3] من طريق يعقوب بن حميد، عن عيسى بن الحضرميّ، و خالفه يعقوب بن محمد، قال: عن عيسى بن الحضرميّ بن كلثوم عن عقبة بن ناجية. و الصواب علقمة بن ناجية. و الضمير في جدّه يعود على الحضرميّ.
و مشى ابن مندة على ظاهره، فأعاده على عيسى، فجعل لكلثوم ترجمة في الصحابة فوهم، فإنه تابعي كما جزم به البخاري و غيره.