اسم الکتاب : الإصابة في تمييز الصحابة المؤلف : العسقلاني، ابن حجر الجزء : 4 صفحة : 458
جذعة. فقال عمر: نعم مستودع أنت مثل هذا، فلتسوده العشيرة.
و ذكر سيف في «الفتوح» أنه لما ارتدّ لحق بالشام، ثم أقبل حتى عسكر في بني كعب، فبعث إليه أبو بكر القعقاع بن عمرو، ففر منه، ثم أسلم، و أقبل إلى أبي بكر.
و قال هشام بن الكلبيّ: حدثني جعفر بن كلاب أنّ عمر بن الخطاب ولى علقمة حوران فنزلها إلى أن مات، و خرج إليه الحطيئة فوجده قد مات و أوصى له بجائزة، فرثاه بقصيدة منها:
فما كان بيني لو لقيتك سالما* * * و بين الغنى إلّا ليال قلائل
لعمري لنعم المرء من آل جعفر* * * بحوران أمسى أدركته الحبائل [1]
[الطويل] و رواه المدائنيّ عن أبي بكر الهذلي، و زاد فيه: فقال له ابنه: كم ظننت أن أبي يعطيك؟ قال: مائة ناقة. قال: فلك مائة ناقة يتبعها أولادها. و قال ابن الكلبي: صحب علقمة رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلّم) و استعمله عمر على حوران، فمات بها، و ذكر قصة الحطيئة معه حيث قصده، فوصل بعد موته بليال، و كان بلغه قدومه، فأوصى له بسهم لبغيض ولده، فرثاه.
و قال ابن قتيبة: كان ارتدّ بعد رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلّم)، و لحق بقيصر، ثم انصرف عنه، و عاد إلى الإسلام. و استعمله عمر على حوران.
و قال أبو عبيدة: شرب علقمة الخمر، فحدّه عمر، فارتد، و لحق بالروم، فأكرمه ملك الروم، و قال: أنت ابن عم عامر بن الطفيل! فغضب. و قال: لا أراني أعرف إلا بعامر، فرجع و أسلم.
و أخرج الطّبرانيّ بسند مسلسل بالآباء من ذرية بديل بن ورقاء الخزاعي، قال: كتبت إلى النبيّ (صلى اللَّه عليه و سلّم) ... فذكره بطوله، و فيه: أما بعد فإنّ علقمة بن علاثة قد أسلم، و ابنا هوذة ... الحديث.
و روى يعقوب بن سفيان بإسناد صحيح إلى الحسن قال: لقي عمر علقمة بن علاثة في جوف الليل، و كان عمر يشبه بخالد بن الوليد، فقال له علقمة: يا خالد، عزلك هذا الرجل، لقد أبى إلا شحّا حتى لقد جئت إليه و ابن عم لي نسأله شيئا، فأمّا إذا فعل فلن أسأله شيئا.