اسم الکتاب : الإصابة في تمييز الصحابة المؤلف : العسقلاني، ابن حجر الجزء : 4 صفحة : 412
و قال: رأيت النبيّ (صلى اللَّه عليه و سلّم) غزا تبوك فصلّى في وادي القرى [1]. و أخرجه ابن مندة من هذا الوجه.
و قال ابن الجارود: اختلف في اسمه، و عسّ أصح. و ذكره البرديجي في الأسماء المفردة، لكنه ضبطه بالشين المعجمة، و كذا ذكره ابن ماكولا. يقال: هو شاعر جاهلي، و هو عش بن لبيد بن عداء بن أمية بن عبد اللَّه بن رزاح، من بني عذرة. و ظاهر صنيعه أنه غير الصحابي، فعند المستغفري [2] أنه عثير، بمثلثة مصغرا، و عند غيره أنه بالمثناة، كذلك تقدم في عريب. و الراجح أنه غير هذا، كما أشرت إليه هناك. و عند عبد الغني أنه بفتح أوله و سكون النون بعدها مثناة. و عند ابن عبد البر أنه بنون و زاي مصغرا. و اللَّه أعلم.
له ذكر في الصحيح في حديث الجندب. و ذكره ابن أبي حاتم بين صحابيين في الأفراد من حرف العين، و لم يفصح البخاري بشيء، بل رسم الترجمة، و قال: نسبه شعبة عن الأزرق، و كذا صنع مسلم. و قال ابن مندة: ذكر في الصحابة، و لا يثبت.
و قال ابن عبد البرّ: يقولون: إنّ حديثه مرسل، و بذلك جزم العسكري، و ابن حبان،
و قد روى حديثه أبو داود الطّيالسيّ، عن شعبة، عن الأزرق، عنه- أنّ النبيّ (صلى اللَّه عليه و سلّم) قال: «صبر ساعة في بعض المواطن خير من عبادة أربعين عاما ...» الحديث.
و له حديث آخر أخرجه الدّارقطنيّ. و قال ابن المبارك في «الزّهد»: أنبأنا محمد بن ثابت العبديّ، حدثنا هارون بن رئاب، سمعت عسعس بن سلامة يقول لأصحابه: سأحدثكم ببيت من شعر فتعجبوا، فقال:
إن تنج منها تنج من ذي عظيمة* * * و إلّا فإنّي لا إخالك ماضيا
[الطويل] أي إن تنج من مسألة القبر، فأخذ القوم يبكون بكاء ما رأيتهم بكوا من شيء ما بكوا يومئذ.