له ذكر في قصة تميم الدّاريّ في نزول قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهادَةُ بَيْنِكُمْ إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ [المائدة: 106]، و قد تقدم ذلك في ترجمة بديل بن أبي مريم، و فيه قول تميم: يرى الناس منها غيري و غير عدي بن بدّاء، و كانا نصرانيين يختلفان بالتجارة.
و أما عديّ فقال ابن حبان: له صحبة. و أخرجه ابن مندة، فأنكر عليه ذلك أبو نعيم، و قال: لا يعرف له إسلام.
قال ابن عطيّة: لا يصح لعدي عندي صحبة. و قد وضعه بعضهم في الصحابة، و لا وجه لذكره عندي فيهم. و قوّى ذلك ابن الأثير بأن السياق عند ابن إسحاق: فأمرهم رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلّم) أن يستحلفوا عديّا بما يعظم على أهل دينه.
قلت: و إنما أخرجته في هذا القسم، لقول ابن حبان، فقد يجوز أن يكون أطلع على أنه أسلم بعد ذلك، ثم وجدت
في تفسير مقاتل بعد أن ساق القصة بطولها: فقال النبيّ (صلى اللَّه عليه و سلّم) لتميم: «ويحك يا تميم، أسلم يتجاوز اللَّه عنك».
فأسلم و حسن إسلامه. و مات عدي بن بدّاء نصرانيا.
تنبيه: و الّذي عندي أن بداء، بفتح الموحدة و تشديد الدال مقصور، و قيل ممدود.
و رأيته بخط الخطيب في سياق القصة عن تفسير مقاتل عديّ بن بندا، بنون بين الموحدة و الدال. و اللَّه أعلم.