اسم الکتاب : الإصابة في تمييز الصحابة المؤلف : العسقلاني، ابن حجر الجزء : 4 صفحة : 38
و قال المدائنيّ: مات عبد اللَّه بن جعفر سنة أربع أو خمس و ثمانين و هو ابن ثمانين.
قلت: و هو غلط أيضا. و قال خليفة: مات سنة اثنتين. و قيل سنة أربع و ثمانين. و قال ابن البرقي و مصعب: [في سنة سبع و ثمانين] [1] فهذا يمكن أن يصحّ معه قول الواقدي إنه مات و له تسعون سنة، فيكون مولده قبل الهجرة بثلاث.
و قد أخرج البغويّ، من طريق هشام، عن عروة، عن أبيه- أنّ عبد اللَّه بن جعفر و عبد اللَّه بن الزبير بايعا النبيّ (صلى اللَّه عليه و سلّم) و هما ابنا سبع سنين. و الصّحيح أن ابن الزبير ولد عام الهجرة.
و أخرج ابن أبي الدّنيا و الخرائطيّ بسند حسن إلى محمد بن سيرين أنّ دهقانا من أهل السّواد[2]كلّم ابن جعفر في أن يكلّم عليّا في حاجة، فكلمه فيها، فقضاها، فبعث إليه الدهقان أربعين ألفا، فقالوا: أرسل بها الدهقان فردّها، و قال: «إنا لا نبيع معروفا»[3].
و أخرج الدّار الدّارقطنيّ في «الأفراد»، من طريق هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، قال: جلب رجل من التجار سكرا إلى المدينة فكسد عليه، فبلغ عبد اللَّه بن جعفر، فأمر قهرمانه أن يشتريه [4] و ينهبه الناس.
و أخرج الطّبريّ [5] و البيهقيّ في «الشّعب»، من طريق ابن إسحاق المالكي، قال: وجّه يزيد بن معاوية إلى عبد اللَّه بن جعفر مالا جليلا هدية، ففرّقه في أهل المدينة و لم يدخل منزله منه شيئا، و في ذلك يقول عبيد اللَّه بن قيس الرّقيات:
و ما كنت إلّا كالأغرّ بن جعفر* * * رأى المال لا يبقى فأبقى له ذكرا
[2] السواد: موضعان أحدهما قرب البلقاء سميت بذلك لسواد حجارتها و الثاني يراد به رستاق من رساتيق العراق و ضياعها التي افتتحها المسلمون على عهد عمر بن الخطاب رضي اللَّه عنه سمّي سوادا لخضرته بالنخل و الزرع و حدّ السواد قال أبو عبيد: من حدثية الموصل طولا إلى عبادان و من عذيب القادسية إلى حلوان عرضا فيكون طوله مائة و ستين فرسخا فطوله أكثر من طول العراق لأن أول العراق في شرقي دجلة العلث على حدّ طسوج بزر جسابور و هي قرية تناوح حربي تمتد إلى آخر أعمال البصرة من جزيرة عبّادان و كانت تعرف بميانروذان و معناه بين الأنهر و هي من كورة بهمن أردشير فطول العراق ثمانون فرسخا و هذا التفاوت لعله غلط فعرض العراق هو عرض السواد لا يختلف و ذلك ثمانون فرسخا كما ذكر و اللَّه أعلم. مراصد الاطلاع 2/ 750.