اسم الکتاب : الإصابة في تمييز الصحابة المؤلف : العسقلاني، ابن حجر الجزء : 4 صفحة : 379
لعثمان- و قالت: كان عثمان لا يوقظ نائما من أهله إلا أن يجده يقظان فيدعوه فيناوله وضوءه، و كان يصوم الدهر] [1].
و كان سبب قتله أنّ أمراء الأمصار كانوا من أقاربه، كان بالشام كلّها معاوية، و بالبصرة سعيد بن العاص، و بمصر عبد اللَّه بن سعد بن أبي سرح، و بخراسان عبد اللَّه بن عامر، و كان من حجّ منهم يشكو من أميره، و كان عثمان ليّن العريكة، كثير الإحسان و الحلم، و كان يستبدل ببعض أمرائه فيرضيهم، ثم يعيده بعد إلى أن رحل أهل مصر يشكون من ابن أبي سرح، فعزله، و كتب له كتابا بتولية محمد بن أبي بكر الصديق، فرضوا بذلك، فلما كانوا في أثناء الطريق رأوا راكبا على راحلة، فاستخبروه، فأخبرهم أنه من عند عثمان باستقرار ابن أبي سرح و معاقبة جماعة من أعيانهم، فأخذوا الكتاب و رجعوا و واجهوه به، فحلف أنه ما كتب و لا أذن، فقالوا: سلّمنا كاتبك، فخشي عليه منهم القتل، و كان كاتبه مروان بن الحكم، و هو ابن عمه، فغضبوا و حصروه في داره. و اجتمع جماعة يحمونه منهم، فكان ينهاهم عن القتال إلى أن تسوّروا عليه من دار إلى دار، فدخلوا عليه فقتلوه، فعظم ذلك على أهل الخير من الصحابة و غيرهم، و انفتح باب الفتنة، فكان ما كان، و اللَّه المستعان.
و روى البخاريّ في قصة قتل عمر أنه عهد إلى ستة، و أمرهم أن يختاروا رجلا، فجعلوا الاختيار إلى عبد الرحمن بن عوف، فاختار عثمان فبايعوه.
و يقال: كان ذلك يوم السبت غرّة المحرم سنة أربع و عشرين.
و قال ابن إسحاق: قتل على رأس إحدى عشرة سنة، و أحد عشر شهرا، و اثنين و عشرين يوما من خلافته، فيكون ذلك في ثاني و عشرين ذي الحجة سنة خمس و ثلاثين.
و قال غيره: قتل لسبع عشرة. و قيل لثمان عشرة. رواه أحمد عن إسحاق بن الطباع، عن أبي معشر.
و قال الزّبير بن بكّار: بويع يوم الاثنين لليلة بقيت من ذي الحجة سنة ثلاث و عشرين.
و قتل يوم الجمعة لثمان عشرة خلت من ذي الحجة بعد العصر، و دفن ليلة السبت بين المغرب و العشاء في حشّ كوكب كان عثمان اشتراه فوسّع به البقيع. و قتل و هو ابن اثنتين و ثمانين سنة و أشهر على الصحيح المشهور. و قيل دون ذلك. و زعم أبو محمد بن حزم أنه لم يبلغ الثمانين.