اسم الکتاب : الإصابة في تمييز الصحابة المؤلف : العسقلاني، ابن حجر الجزء : 4 صفحة : 353
أسلم قديما، و كان رأس [1] بني عبد مناف حينئذ مع أنّ العباس و إخوته كانوا في الندد [2] أقرب. و كان مع النبيّ (صلى اللَّه عليه و سلّم) بمكة، ثم هاجر، و شهد بدرا، و بارز فيها حمزة و على عتبة، و ربيعة، و الوليد، و أصل قصتهم في الصحيح.
و أخرجه أبو داود من وجه آخر، عن علي، فذكر الحديث في الهجرة ثم في غزوة بدر إلى أن قال: فقال النبيّ (صلى اللَّه عليه و سلّم): «قم يا عليّ، قم يا حمزة، قم يا عبيدة بن الحارث».
قال:
فقتل اللَّه عتبة و ربيعة [3] و الوليد، و جرح عبيدة، فمات بعد.
و كذا ذكره موسى بن عتبة في «المغازي» عن ابن شهاب، و أبو الأسود، عن عروة، و سائر من صنّف في المغازي.
و أما ابن إسحاق فقال: حدثني يزيد بن رومان، عن عروة و غيره من علمائنا، عن عبيد اللَّه بن عباس في قصة المبارزة: فقتل عليّ الوليد، و قتل حمزة عتبة، و ضرب شيبة عبيدة على ساقه فحمل حمزة و عليّ [4] على شيبة فقتلاه، و احتملا عبيدة، فمات بعد ذلك بالصفراء.
و قد ذكر ابن إسحاق و غيره أنّ النبيّ (صلى اللَّه عليه و سلّم) عقد لعبيدة بن الحارث راية، و أرسله في سريّة قبل وقعة بدر، فكانت أول راية عقدت في الإسلام.
و أما الواقديّ فذكر أن أوّل لواء عقده رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلّم) كان لحمزة.
قلت: و يمكن الجمع على رأي من يغاير بين الراية و اللواء. و اللَّه أعلم.