اسم الکتاب : الإصابة في تمييز الصحابة المؤلف : العسقلاني، ابن حجر الجزء : 4 صفحة : 348
قال: قال رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلّم): «ليس من عبد يطيع اللَّه و رسوله و يطيع سيّده[1]إلّا كان له أجران».
و سماه البغويّ عبيد اللَّه بالإضافة إلى الاسم العظيم. و أخرج حديثه من طريق ابن فضيل عن حصين، و لفظه: عن عبيد اللَّه بن مسلم، قال: كان لنا غلامان من أهل نجران:
اسم أحدهما يسار، و الآخر جبر، و كانا يقرءان كتبا لهما بلسانهما، فكان رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلّم) يمرّ عليهما و يسمع قراءتهما، و كان المشركون يقولون: يتعلم منهما، فأنزل اللَّه: لِسانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ ... [النحل: 103] الآية.
و بهذا الإسناد في فضل العبد إذا نصح لسيده و عبد اللَّه، و سنده صحيح، و سماع حصين منه يدلّ على تأخر وفاته إلى بعد الثمانين.
قال البغويّ: قال أبو هشام: يقال إن هذين الحديثين لم يكونا إلا عند محمد بن فضيل، كذا قال، و قد تابعه عباد بن العوام كما تقدم، و إن كان سمّاه عبيدا بغير إضافة، فقد أخرجه أبو موسى في الذيل من طريق سعيد بن سليمان، عن عباد، فقال: عبيد اللَّه بن مسلم [بالإضافة، و تابعهما خالد بن عبد اللَّه الطحان، عن حصين، أخرجه أسلم بن سهل في تاريخ واسط، عن محمد بن خالد بن عبد اللَّه، عن أبيه، و قال فيه: عن عبيد اللَّه بن مسلم] أيضا [2]، فإنه أخرجه من الوجه الّذي أخرجه ابن مندة، إلا أنه وقع عنده عبيد اللَّه بن مسلم- بالإضافة.
ذكره ابن مندة، و أخرج من طريق سليمان بن بلال، عن عبد اللَّه بن سليمان بن أبي سلمة، سمع معاذ بن عبد اللَّه بن حبيب يحدّث عن أبيه، عن عمه، و اسمه عبيد- أنّ رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلّم) خرج عليهم و عليه أثر غسل.
و قد أخرجه ابن ماجة من وجه آخر، لكن لم يسمّه، و أغفله المزي في التهذيب، فلم يذكره في الأسماء و لا في المبهمات، و ذكره في مبهمات الأطراف في ترجمة عبد اللَّه [4] بن حبيب الجهنيّ عن عمّه.