اسم الکتاب : الإصابة في تمييز الصحابة المؤلف : العسقلاني، ابن حجر الجزء : 4 صفحة : 275
الرحمن بن أبي ليلى، و عمرو بن أوس الثقفي، و غيرهم.
قال الزّبير بن بكّار: كان رجلا صالحا، و فيه دعابة.
و قال ابن عبد البرّ: نفّله عمر بن الخطاب ليلى ابنة الجودي، و كان أبوها عربيا من غسّان أمير دمشق، لأنه كان نزلها قبل فتح دمشق فأحبّها وهام بها و عمل فيها الأشعار، و أسند هذه القصة الزبير، من طريق عبد الرحمن بن أبي الزّناد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: قدم عبد الرحمن الشام في تجارة فرأى ابنة الجوديّ و حولها ولائد، فأعجبته و عمل فيها:
تذكّرت ليلى و السّماوة [1]بيننا* * * فما لابنة الجوديّ ليلى و ما ليا
و أنّى تلاقيها بلى و لعلّها* * * إن النّاس حجّوا قابلا أن توافيا [2]
[الطويل] فلما سمع عمر الشعر قال لأمير الجيش: إن ظفرت بها فادفعها لعبد الرحمن، ففعل، فأعجب بها و آثرها على نسائه، فلامته عائشة فلم يفد فيه، ثم إنه جفاها حتى شكته إلى عائشة، فقالت: أفرطت في الأمرين.
و روى عبد الرّزّاق، عن معمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب في حديث ذكره:
و كان عبد الرحمن بن أبي بكر لم يجرب عليه كذبة قط.
و قال ابن عبد البرّ: كان شجاعا راميا حسن الرمي، و شهد اليمامة، فقتل سبعة من أكابرهم، منهم محكّم اليمامة، و كان في ثلمة من الحصن، فرماه عبد الرحمن بسهم فأصاب نحره فقتله، و دخل المسلمون من تلك الثلمة.
و شهد وقعة الجمل مع عائشة. و أخوه محمد مع علي.
و أخرجه البخاريّ، من طريق يوسف بن ماهك: كان مروان على الحجاز استعمله معاوية، فخطب فذكر يزيد بن معاوية لكي يبايع له بعد أبيه، فقال له عبد الرحمن بن أبي بكر شيئا، فقال: خذوه، فدخل بيت عائشة. فقال مروان: هذا الّذي أنزل اللَّه فيه: (وَ الَّذِي قالَ لِوالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُما) [الأحقاف: 17]، فأنكرت عائشة ذلك من رواء الحجاب.
[1] السّماوة: بفتح أوله و بعد الألف واو: بادية بين الكوفة و الشام أرض مستوية لا حجر فيها. و ماء بالبادية. و قيل السماوة: ماء لكلب. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 734.
[2] ينظر البيتان في أسد الغابة في الترجمة رقم (3344).
اسم الکتاب : الإصابة في تمييز الصحابة المؤلف : العسقلاني، ابن حجر الجزء : 4 صفحة : 275