اسم الکتاب : الإصابة في تمييز الصحابة المؤلف : العسقلاني، ابن حجر الجزء : 4 صفحة : 269
صفوان بن قدامة، قال: لما فتح رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلّم) مكة قلت: لألبسنّ ثيابي، و كانت داري على الطريق فلأنظرنّ ما يصنع رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلّم) ... الحديث.
و به أنه جاء بأبيه، فقال: يا رسول اللَّه، بايعه على الهجرة، فأبى، و قال: إنه لا هجرة بعد الفتح.
فانطلق إلى العباس يستشفع إليه في ذلك، فكلمه فذكر القصة، و فيه: و لا هجرة بعد الفتح.
و أخرجه ابن خزيمة، من طريق يزيد. و قال أبو عمر: روى حديثه سنيد بن داود في تفسيره.
و عن جرير بن عبد الحميد، عن يزيد بن أبي زياد، عن مجاهد، قال: كان رجل من المهاجرين يقال له عبد الرحمن بن صفوان، و كان له في الإسلام بلاء حسن، و كان صديقا للعباس بن عبد المطلب، فلما كان يوم فتح مكة جاء بأبيه إلى رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلّم)، فقال: يا رسول اللَّه، بايعه على الهجرة، فقال: «لا هجرة بعد الفتح».
و أخرج أبو نعيم من طريق أبي بكر بن عيّاش، عن يزيد، عن مجاهد، عن عبد الرحمن بن صفوان القرشي، قال: لما كان يوم فتح مكة جئت بأبي، فقلت: يا رسول اللَّه، اجعل لأبي نصيبا من الهجرة. فقال: إنّه لا هجرة بعد الفتح»، فانطلقت إلى العباس مدلّا، فقلت: قد عرفتني؟ قال: أجل. قلت: فاشفع لي. فخرج العباس في قميص ليس عليه رداء[1]، فقال: يا نبي اللَّه، قد عرفت فلانا، و الّذي بيني و بينه، جاء بأبيه يبايعك على الهجرة. فقال: «لا هجرة بعد الفتح». قال: أقسمت عليك. قال: فمدّ يده فمسح على يده، و قال: «أبررت قسم عمّي و لا هجرة».
و أخرجه ابن ماجة، و ابن السّكن، و الباورديّ، و ابن أبي خيثمة، من طريق عن يزيد بنحوه.
و قد روى نحو هذه القصة ليعلى بن أمية، و أنه سأل ذلك لأبيه كما مضى في ترجمته، و لم أر عبد الرحمن هذا منسوبا في قريش.
و ذكر أبو نعيم في ترجمته أنه جمحي، و ليس هو ولد صفوان بن أمية الآتي في القسم الثاني، فإنه صغير لا يعرف له سماع و لا رواية، و هذا وقع التصريح بأنّ له هجرة و سماعا.
5161 ز- عبد الرحمن بن أبي العاص الثقفي:
أخو عثمان بن أبي العاص أمير الطائف لرسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلّم).