اسم الکتاب : الإصابة في تمييز الصحابة المؤلف : العسقلاني، ابن حجر الجزء : 4 صفحة : 25
ثم قدم وفد ثقيف فسألهم أبو بكر: هل فيكم من يعرف هذا السهم؟ فقال سعيد بن عبيد: أنا بريته و رشته، و أنا رميت به. فقال: الحمد للَّه، أكرم [اللَّه] [1] عبد اللَّه بيدك و لم يهنك بيده، قال: و مات بعد رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلّم) بأربعين ليلة، و فيهم الهيثم بن عدي و هو واه، قالوا: لما مات نزل حفرته عمر، و طلحة، و عبد الرحمن بن أبي بكر، و كان يعدّ من شهداء الطّائف.
قال المرزباني في معجم الشّعراء: أصابه حجر في حصار الطّائف فمات شهيدا، و كان قد تزوّج عاتكة و كان بها معجبا فشغلته عن أموره، فقال له أبوه: طلّقها فطلّقها ثم ندم فقال:
أ عاتك لا أنساك ما ذرّ شارق* * * و ما لاح نجم في السّماء محلّق
لها خلق جزل و رأي و منصب* * * و خلق سويّ في الحياة و مصدق
و لم أر مثلي طلّق اليوم مثلها* * * و لا مثلها في غير شيء تطلّق
[الطويل] و له فيها غير هذا.
فرّق له أبو بكر، فأمره بمراجعتها (فراجعها) [2] و مات و هي عنده، و لها مرثية.
روى البخاريّ في «تاريخه» من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري أنّ عبد اللَّه بن أبي بكر كان تزوّج [3] عاتكة بنت زيد بن عمرو أخت سعيد بن زيد و أنه قال لها عند موته: لك حائطي و لا تزوّجي [4] بعدي. قال: فأجابته إلى ذلك. فلما انقضت عدّتها خطبها عمر فذكر القصة في تزويجه.
و رواه غيره، فذكر معاتبة عليّ لها على ذلك.
و قال ابن إسحاق في «المغازي»: حدثني هشام، عن أبيه، عن عائشة، قالت: كفن رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلّم) في بردي حبرة حتى مسّا جلده ثم نزعهما، فأمسكهما عبد اللَّه ليكفّن فيهما، ثم قال: و ما كنت لأمسك شيئا منع اللَّه رسوله منه فتصدق بهما.
و رواه البخاريّ من وجه آخر، عن عروة. و أخرجه الحاكم في المستدرك، و هو عند أحمد في مسند عائشة رضي اللَّه عنها ضمن حديث من طريق حماد بن سلمة عن هشام،