اسم الکتاب : الإصابة في تمييز الصحابة المؤلف : العسقلاني، ابن حجر الجزء : 4 صفحة : 210
لي: إليك عن طريق رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلّم)، فقال: «دعوا الرّجل، أرب[1]ما له»،
فزاحمتهم [2] حتى خلصت إليه، فأخذت بخطام راحلته أو زمامها، قال: فما غيّر عليّ، قلت: شيئين أسألك عنهما: ما ينجيني من النار؟ و ما يدخلني الجنة؟ فذكر الحديث.
تابعه يونس عن أبي إسحاق، عن المغيرة بن عبد اللَّه، عن أبيه، قاله ابن أبي حاتم.
قلت: و هو عند أحمد أيضا عن وكيع و أبي قطن، و هما عن يونس.
و أخرجه أيضا من طريق عمرو بن حسان المكّي: حدثني المغيرة بن عبد اللَّه اليشكري، عن أبيه، قال: دخلت مسجد الكوفة أول ما بنى ... الحديث.
و رواه البغويّ من طريق عبد الرحمن بن زيد اليمامي، عن أبيه، عن المغيرة بن عبد اللَّه اليشكري، عن أبيه، قال: انتهيت إلى ابن المنتفق و هو في مسجد الكوفة فسمعته يقول:
استفرهت ناقة لي، فخرجت أطلب محمدا ... فذكره.
[و رواه ابن عدي عن ابن عوف، عن محمد بن جحادة، عن رجل، عن زميل له، عن أبيه، و كان أبوه يكنى أبا المنتفق، قال: كان بمكة فسأل] [3].
و قال أحمد: حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن أبي إسحاق، عن المغيرة بن عبد اللَّه، عن أبيه، قال: انتهيت إلى رجل يحدّث قوما ... فذكره، و لم يقل ابن المنتفق [4].
إحداها: أرب بوزن علم، و معناها الدعاء عليه أي أصيبت آرابه و سقطت، و هي كلمة لا يراد بها وقوع الأمر، كما يقال: تربت يداك، و قاتلك اللَّه، و إنما تذكر في معرض التعجب، و في هذا الدعاء من النبيّ- (صلى اللَّه عليه و سلّم)- قولان:
أحدهما: تعجبه من حرص السائل و مزاحمته.
و الثاني: أنه لما رآه بهذه الحال من الحرص غلبه طبع البشرية فدعا عليه، و قد قال في غير هذا الحديث «اللَّهمّ إنما أنا بشر فمن دعوت عليه فاجعل دعائي له رحمة» و قيل: معناه احتاج فسأل، من أرب الرجل يأرب إذا احتاج، ثم قال: «ما له» أي أي شيء به؟ و ما يريد؟.
و الرواية الثانية «أرب مّا له» بوزن جمل أي حاجة له و ما زائدة للتقليل أي له حاجة يسيرة، و قيل معناه حاجة جاءت به فحذف، ثم سأل فقال: «ما له».
و الرواية الثالثة: أرب بوزن كتف، و الأدب الحاذق الكامل أي هو أرب فحذف المبتدأ ثم سأل فقال:
ما له أي ما شأنه النهاية 1/ 35.
[2] أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى 6/ 124 عن عبد اللَّه أبو المغيرة و أخرجه أحمد من المسند 6/ 383، و الطبراني في الكبير 19/ 209 و أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 1455.