اسم الکتاب : الإصابة في تمييز الصحابة المؤلف : العسقلاني، ابن حجر الجزء : 4 صفحة : 19
لما قدم عبيد اللَّه بن عمر الكوفة أتيته أنا و عبد اللَّه بن بديل، فقال له عبد اللَّه بن بديل: اتّق اللَّه يا عبيد اللَّه، لا تهرق دمك في هذه الفتنة. قال: و أنت فاتّق اللَّه. قال: إنما أطلب بدم أخي، قتل ظلما. فقال: و أنا أطلب بدم الخليفة المظلوم. قال: فلقد رأيتهما قتيلين بصفّين ما بينهما إلا عرض الصف.
و في كتاب صفين لنصر بن مزاحم بسنده إلى زيد بن وهب: إن عبد اللَّه بن بديل قام بصفين فقال: إن معاوية نازع الأمر أهله، وصال عليكم بالأحزاب و الأعراب، و أنتم و اللَّه على الحقّ، فقاتلوا.
و من طريق الشّعبي قال: كان على عبد اللَّه بن بديل بصفين درعان، و معه سيفان، فكان يضرب أهل الشام و هو يقول:
لم يبق إلّا الصّبر و التّوكّل* * * ثمّ التّمشّي في الرّعيل الأوّل [1]
مشي الجمال في حياض المنهل* * * و اللَّه يقضي ما يشا و يفعل
[الرجز] و قال عبد الرّزاق، عن معمر، عن الزهري: ثارت الفتنة و دهاة الناس خمسة، فمن قريش معاوية و عمرو، و من ثقيف المغيرة، و من الأنصار قيس بن سعد، و من المهاجرين عبد اللَّه بن بديل بن ورقاء.
و هكذا أخرجه البخاريّ في «التاريخ» في ترجمة المغيرة بن شعبة [2]، فقال: حدثنا إبراهيم بن موسى، حدثنا هشيم بن يوسف، عن معمر بهذا.
و أغرب أبو نعيم، فقال: إنه كان في زمن عمر صبيّا صغير السنّ، و إنه قتل و هو ابن أربع و عشرين سنة.
و ذكره ابن حبّان في «ثقات التّابعين»، و قال: قتل يوم صفّين في أصحاب علي. و قيل قتل يوم الحمل. و وصف الزهري له بأنه من المهاجرين يردّ [3] جميع ذلك.
قلت: و في الرّواة عبد اللَّه بن بديل الخزاعي متأخر، يروي عن الزّهري، و عمرو بن دينار، و هو حفيد هذا أو ابن أخته. و روى عنه أبو عامر العقدي، و أبو داود الطيالسي، و زيد بن الحباب، و غيرهم.
[1] ينظر البيتان في الاستيعاب ترجمة (1489)، أسد الغابة ترجمة (2834).