اسم الکتاب : الإصابة في تمييز الصحابة المؤلف : العسقلاني، ابن حجر الجزء : 4 صفحة : 130
قال: و حدثني محمد بن سلام، قال: سعى ساع إلى ابن عباس برجل، فقال: إن شئت نظرنا. فإن كنت كاذبا عاقبناك، و إن كنت صادقا نفيناك [1]، و إن شئت أقلتك: قال:
هذه.
و في كتاب الجليس للمعافي من طريق ابن عائشة، عن أبيه: نظر الحطيئة إلى ابن عباس في مجلس عمر، و قد فرع بكلامه، فقال: من هذا الّذي نزل عن القوم بسنه، و علاهم في قوله؟ قالوا: هذا ابن عباس، فأنشأ يقول:
إنّي وجدت بيان المرء نافلة* * * يهدي له و وجدت العيّ كالصّمم
المرء يبلى و يبقى الكلم [2]سائرة* * * و قد يلام الفتى يوما و لم يلم [3]
[البسيط] و قال الزّبير بن بكّار: حدثت [4] عن عمرو بن دينار، قال: لما مات عبد اللَّه بن العباس قال [5] مات رباني هذه الأمة.
و ساق بسند له إلى موسى بن عقبة، عن مجاهد- أنّ ابن عباس مات بالطائف نصلّي عليه ابن الحنفية، فجاء طائر أبيض، فدخل في أكفانه، فما خرج منها، فلما سوّى عليه التراب قال ابن الحنفية: مات و اللَّه اليوم حبر هذه الأمة.
و أخرج يعقوب بن سفيان، من طريق عبد اللَّه بن يامين: أخبرني أني أنه لما مرّ بجنازة عبد اللَّه بن عباس جاء طائر أبيض يقال له الغرنوق، فدخل في النعش فلم ير بعد.
و أخرج ابن سعد من طريق يعلى بن عطاء عن بجير بن عبد اللَّه، قال: لما خرج نعش ابن عباس جاء طائر أبيض عظيم من قبل وجّ حتى خالط أكفانه فلم يدر أين ذهب، فكانوا يرون أنه علمه.
و روينا في جزء الحسن بن عرفة: حدثنا مروان بن شجاع، عن سالم الأفطس، عن سعيد بن جبير، قال: مات ابن عباس بالطائف، فشهدت جنازته، فجاء طائر أبيض لم ير على خلقته، فدخل في نعشه و لم ير خارجا منه، فلما دفن تليت هذه الآية: يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ ... إلى آخر السورة [الفجر: 27، 28].