اسم الکتاب : الإصابة في تمييز الصحابة المؤلف : العسقلاني، ابن حجر الجزء : 4 صفحة : 12
و قال الزّبير بن بكّار: كان أبو أمية بن المغيرة يدعى زاد الرّكب، و كان ابنه عبد اللَّه شديد الخلاف على المسلمين، ثم خرج مهاجرا فلقي النبيّ (صلى اللَّه عليه و سلّم) بين السّقيا و العرج هو و أبو سفيان بن الحارث، فأعرض عنهما، فقالت أم سلمة: لا تجعل ابن عمك و ابن عمتك أشقى الناس بك.
و قال علي لأبي سفيان: ائت رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلّم) من قبل وجهه، فقل له ما قال إخوة يوسف ليوسف، ففعل، فقال: «لا تثريب عليكم اليوم» [يوسف: 92] و قبل منهما و أسلما، و شهد عبد اللَّه الفتح و حنينا، و استشهد بالطائف.
و ثم وقع في كتاب ابن الأثير: و روى مسلم بإسناده، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد اللَّه بن أبي أمية أنه رأى النبيّ (صلى اللَّه عليه و سلّم) يصلّي في ثوب واحد ... الحديث.
قال: و روى مثله ابن أبي الزناد عن أبيه عن عروة. و هو غلط.
قلت: ليس ذلك في كتاب مسلم أصلا، و كأنه قول أبي عمر.
قال مسلم: روى عنه عروة، فظنّ أن مراده بأنه ذكر ذلك في الصحيح، و ليس كذلك.
و الحديث المذكور عند البغوي من طريق ابن أبي الزناد، عن أبيه، عن عروة، عن عبد اللَّه بن أبي أمية، و عن أبيه عن عروة، عن عمر بن أم سلمة.
ذكره الخطيب في «المتفق»، و قال: ذكره غير واحد من أهل العلم، و أنه غير الّذي قتل بالطّائف، ثم ساق الحديث من طريق سليمان بن داود الهاشمي، عن أبي الزناد، عن أبيه، عن عروة: أخبرني عبد اللَّه بن أبي أمية ... فذكره. ثم أسند الخطيب من طريق البغوي قال: قال محمد بن عمر: مات النبي و لعبد اللَّه بن أبي أمية ثمان سنين، قال الخطيب:
و أنكر بعض العلماء أن يكون لأم سلمة أخ آخر يسمى عبد اللَّه، و رجّحه الخطيب مستندا إلى أنّ أهل العلم بالنسب لم يذكروه.