responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإصابة في تمييز الصحابة المؤلف : العسقلاني، ابن حجر    الجزء : 1  صفحة : 72

و أن الذين أخذوا عنه مباشرة قد شكوا فيما ينقل، و عبروا عن هذا الشّكّ بأسلوب ساخر، و أنه كان يضمن أحاديثه أتفه الأشياء بأسلوب مؤثر، و ذلك يدلّ على روح المزاح التي كانت فيه، و الّتي كانت سببا في ظهور كثير من القصص، و صاحب هذه المطاعن يعزو مطاعنه إلى كتب إسلامية، ليلقي عليها ثوبا خلّابا. و ليوقع في روع الناس أنّها صحيحة، و هذه طريقة فيها كثير من الخداع و اللّبس و التزوير، و سنميط اللثام عمّا فيها و باللَّه التوفيق.

إن أبا هريرة الّذي يجرحونه هذا التّجريح، و يسيئون إليه هذه الإساءة هو من جملة الصّحابة، و من أوسعهم رواية، بل هو أوسعهم رواية لا مستثنيا أحدا إلا ابن عمرو و تجريح هذا البحر الّذي ملي‌ء علما و أدّاه إلى من حملوه عنه و أدوه إلى من بعدهم حتى وصل إلينا تجريح لهذا العلم الغزير، و رفع الثّقة عن كل مروياته، و فيه إفساد كبير، و لو كان لهذا الطّعن وجه من الصحة لاحتمل، و لكن طعن باطل لا حق فيه.

هذا الإمام قد روى عنه ثمانمائة من أهل العلم كما قال البخاريّ، و هذا فيه الدّلالة على ثقتهم به، لأنهم لو لم يثقوا به لما رووا عنه، و هو ثقة ثبت عند الصحابة و أهل الحديث.

قال ابن عمر: أبو هريرة خير مني و أعلم بما يحدث.

و قال طلحة بن عبيد اللَّه أحد العشرة: و لا شك أن أبا هريرة سمع من رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلّم) ما لم نسمع و روى النّسائي أن رجلا جاء إلى زيد بن ثابت فسأله عن شي‌ء، فقال زيد عليك أبا هريرة .. الحديث».

و كان كثير الحفظ شديد الضّبط، شهد له بذلك أهل العلم و الثّقات.

قال الشّافعيّ: أبو هريرة أحفظ من روى الحديث في دهره.

و حدث الأعمش عن أبي صالح قال: كان أبو هريرة أحفظ أصحاب محمد (صلى اللَّه عليه و سلّم) و قال أبو الزّعثرعة كاتب مروان: أرسل مروان إلى أبي هريرة فجعل يحدثه، و كان اجلسني خلف السّرير أكتب ما يحدث به، حتى إذا كان في رأس الحول أرسل إليه فسأله، و أمرني أن انظر، فما غيّر حرفا عن حرف.

هذه آراء الثّقات أصحاب هذا الشأن فيه، فمن عدلوه فهو الثبت الّذي لا يجرح، و من بهرجوه فهو الزّائف الّذي لم يعدّل، و من حظي بمثل هذا الثّناء من هؤلاء العلماء الأفاضل، فلا يضيره ما يقال بعد ذلك فيه.

إذا رضيت عنّي كرام عشيرتي‌* * * فلا زال غضبانا عليّ لئامها

[الطويل‌]

اسم الکتاب : الإصابة في تمييز الصحابة المؤلف : العسقلاني، ابن حجر    الجزء : 1  صفحة : 72
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست