بن الصامت الأنصاري الأوسي. تقدم ذكر أخيه الجلاس في الجيم. قال ابن الأثير: اتفق أهل النقل على أنه الّذي قتل المجذّر بن ذياد، فقتله النبيّ (صلى اللَّه عليه و سلّم) به.
و في جزمه بذلك نظر: لأن العدويّ و ابن الكلبيّ و القاسم بن سلام جزموا بأن القصة إنما وقعت لأخيه الجلاس، لكن المشهور أنها للحارث.
و روى عبد الرزّاق في تفسيره و مسدّد في مسندة، كلاهما عن جعفر بن سليمان و الباوردي و ابن مندة و غيرهما من طريق جعفر عن حميد الأعرج عن مجاهد- أن الحارث بن سويد كان مسلما، ثم ارتدّ و لحق بالكفار، فنزلت هذه الآية: كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْماً كَفَرُوا بَعْدَ إِيمانِهِمْ [آل عمران: 86]، فحملها رجل فقرأها عليه، فقال الحارث:
و اللَّه إنك لصدوق، و إن اللَّه أصدق الصادقين. فأسلم.
و روى عبد بن حميد و الفريابي من طريق ابن نجيح، عن مجاهد في هذه الآية: نزلت في رجل من بني عمرو بن عوف.
و من طريق السّدّيّ نزلت في الحارث بن سويد أحد بني عمرو بن عوف.
و روى النّسائي و ابن حبان و الحاكم من طريق داود بن أبي هند عن عكرمة عن ابن عباس: كان رجل أسلم ثم ارتدّ ... فذكر نحو هذه القصّة و لم يسمّه.
و أخرجه الطّبريّ من طريق داود موصولا و مرسلا.
و عند أحمد بن منيع. عن علي بن عاصم، عن داود- بلفظ: «إنّ رجلا من الأنصار ارتدّ»، فذكر الحديث موصولا.
و كان سبب قتله المجذّر أن المجذّر قتل أباه سويد بن الصّامت في الجاهليّة، فرأى