اسم الکتاب : الإصابة في تمييز الصحابة المؤلف : العسقلاني، ابن حجر الجزء : 1 صفحة : 616
الوليد رجل يلعب فذبح إنسانا و أبان رأسه، فعجبنا فأعاد رأسه، فجاء جندب الأزديّ فقتله.
و من طريق عاصم، عن أبي عثمان، قال: قتله جندب بن كعب.
و روى البيهقيّ في «الدّلائل»، من طريق ابن وهب، عن ابن لهيعة، عن أبي الأسود- أن الوليد بن عقبة كان أميرا بالعراق، و كان بين يديه ساحر يلعب. فكان يضرب رأس الرجل ثم يصيح به، فيقوم خارجا فيرتدّ فيه رأسه، فقال الناس: سبحان اللَّه يحيي الموتى! و رآه رجل صالح من المهاجرين فنظر إليه، فلما كان من الغد اشتمل على سيفه، فذهب يلعب لعبة ذلك. فاخترط الرجل سيفه، فضرب عنقه، و قال: إن كان صادقا فليحي نفسه، فأمر به الوليد فسجن، و كان صاحب السجن يسمّى دينارا، و كان صالحا، فأعجبه نحو الرجل فقال له: انطلق لا يسألني اللَّه عنك أبدا.
و سيأتي في ترجمة زيد بن صوحان له طريق أخرى. من حديث بريدة.
و قال ابن الكلبيّ: اسم الساحر المذكور بستاني.
و في «الاستيعاب» أبو بستان. و قال صاعد اللّغوي في الفصوص. اسمه بطرونا.
و روى ابن السّكن من طريق يحيى بن كثير صاحب البصريّ، حدّثني أبي، حدثنا الجريريّ، عن عبد اللَّه بن بريدة، عن أبيه، قال: ساق رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلّم) بأصحابه، فجعل يقول: جندب؟ و ما جندب! حتى أصبح، فقال أصحابه لأبي بكر: لقد لفظ بكلمتين ما ندري ما هما، فسأله فقال: «يضرب ضربة فيكون أمّة وحده». قال: فلما ولى عثمان ولي الوليد بن عقبة الكوفة، فأجلس رجلا يسحر يريهم أنه يحيي و يميت، فذكر قصة جندب في قتله، و أنّ أمره رفع إلى عثمان فقال له: أ شهرت سيفا في الإسلام، لو لا ما سمعت رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلّم) فيك لضربتك بأجود سيف بالمدينة،
و أمر به إلى جبل الدخان.
و في «الاستيعاب» من وجه آخر أن ابن أخي جندب ضرب السجّان، و أخرج عمّه من السّجن، و قال في ذلك:
أ في مضرب السّحّار يسجن جندب* * * و يقتل أصحاب النّبيّ الأوائل [1]
[الطويل] و روى التّرمذيّ من طريق الحسن، عن جندب بن كعب، قال: «حدّ السّاحر: ضربه بالسّيف» و رجّح أنه موقوف، أخرج الطبراني حديث حدّ الساحر في ترجمة جندب بن عبد
[1] ينظر هذا البيت في أسد الغابة ترجمة رقم (806). و في الاستيعاب ترجمة رقم (347).
اسم الکتاب : الإصابة في تمييز الصحابة المؤلف : العسقلاني، ابن حجر الجزء : 1 صفحة : 616