فانظر بعين البصيرة في هذه الأساليب، و القرآن مليء كلّه من هذه الأنوار على هذا الغرار.
و لا تحسبنّ السّنّة النّبوية إلّا بحرا متلاطم الأمواج في هذا الباب، و هاك نموذجا بل نماذج منها.
ها هو (صلى اللَّه عليه و سلّم) يبشر واصل رحمه بسعة الرزق و البركة في العمر فيقول: «من سرّه أن يبسط له في رزقه و أن ينسأ له في أثره فليصل رحمه» [2].
و ها هو (صلى اللَّه عليه و سلّم) يتحدث بالوعد لمن جعل الآخرة همّه، و بالوعيد لمن جعل الدنيا همّه فيقول: «من كانت الآخرة همّه. جعل اللَّه غناه في قلبه، و جمع له شمله، و أتته الدّنيا و هي راغمة، و من كانت الدّنيا همّه جعل اللَّه الفقر بين عينيه، و فرّق اللَّه عليه شمله، و لم يأته من الدّنيا إلّا ما قدّر له» [3].
[2] أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 119 كتاب البيوع باب من أحب البسط ... حديث رقم 2067، 8/ 8 كتاب الأدب باب من بسط له .. حديث (5985) و مسلم في الصحيح 4/ 1982 كتاب البر و الصلة و الآداب (45) باب صلة الرحم و تحريم قطيعتها (6) حديث رقم (20/ 2557)، (21/ 2557)- و ذكره المنذري في الترغيب 3/ 335 و القرطبي في التفسير 9/ 330- و الدولابي في الأسماء و الكنى 1/ 108- و الهندي في كنز العمال حديث رقم 6965.
[3] أخرجه الترمذي في السنن 4/ 554 كتاب صفة القيامة و الرقائق و الورع (38) باب (30) حديث رقم 2465 و ابن حبان في الموارد حديث رقم 72 و ذكره المنذري في الترغيب 4/ 121 و الزبيدي في الإتحاف 6/ 390، 10/ 8 و الهندي في كنز العمال حديث رقم 8186.
اسم الکتاب : الإصابة في تمييز الصحابة المؤلف : العسقلاني، ابن حجر الجزء : 1 صفحة : 43