اسم الکتاب : الإصابة في تمييز الصحابة المؤلف : العسقلاني، ابن حجر الجزء : 1 صفحة : 380
فلعل مستند من قال: إنه أسلم قوله في هذا الحديث: يا رسول اللَّه.
و في مسند أحمد، من طريق محمد بن عمرو بن علقمة، عن واقد بن عمرو بن سعد ابن معاذ، عن أنس، قال: بعث رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلّم) بعثا إلى أكيدر دومة، فأرسل إلى رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلّم) بجبّة من ديباج منسوج فيها الذهب، فلبسها رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلّم)، ثم قام على المنبر- أو جلس- فجعل الناس يلمسونها ... الحديث.
و أخرجه التّرمذيّ و النّسائيّ من هذا الوجه.
و أخرجه أحمد أيضا من طريق علي بن زيد، عن أنس: أهدى أكيدر دومة للنبيّ (صلى اللَّه عليه و سلّم) جرّة من منّ، فأعطى لكل واحد قطعة ... الحديث.
و روى ابن مندة أيضا من طريق علي بن إسحاق، قال: حدثنا رزق بن أبي رزق بن صدقة بن مهدي بن حريث بن أكيدر بن عبد الملك، قال: حدثنا أشياخنا- يعني آباءهم- أن النبيّ (صلى اللَّه عليه و سلّم) خرج بالناس غازيا إلى تبوك، فذكر حديثا طويلا، قال: و رواه غيره، فقال: عن آبائه عن أجداده إلى أكيدر.
قال أحمد بن حنبل: أكيدر هذا هو أكيدر دومة، فتمسّك ابن مندة لكونه أسلم بروايته، و فيها نظر.
و قد ذكر ابن إسحاق قصته في «المغازي»، قال: حدثنا يزيد بن رومان، و عبد اللَّه بن أبي بكر- أنّ رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلّم) بعث خالد بن الوليد إلى أكيدر بن عبد الملك، رجل من كندة، و كان على دومة، و كان نصرانيّا، فقال: إنك ستجده يصيد البقر ... فذكر القصة مطوّلة.
و فيها: فقتل خالد حسان أخا أكيدر، و قدم بأكيدر على رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلّم)، فحقن دمه، و صالحه على الجزية، و خلى سبيله، فرجع إلى مدينته.
و كذلك ذكر القصة نحو هذا عروة في المغازي في رواية ابن لهيعة، عن أبي الأسود عن عروة، فعلى هذا فقدومه المدينة في رواية قيس بن النعمان كان بعد ذلك.
و ستأتي هذه القصة مطوّلة في ترجمة بجير بن بجرة الطائي في حرف الباء الموحدة إن شاء اللَّه تعالى.
و سيأتي كلام الباورديّ في ترجمة حريث بن عبد الملك، و هو أخو أكيدر في حرف الحاء.
و قال ابن حبيب في قول حسان في قصيدته اللامية المشهورة: